بمحض الصدفة …علماء يعثرون على مومياء محنطة داخل تمثال بوذا

مومياء مختبئة داخل تمثال بوذا الصيني -مركز Meander الطبي ، أمرسفورت -مستشفى جامعة مانهايم

عثر العلماء صدفةً على بقايا محنطة لراهب كان يعيش قبل ما يقارب الألف عام داخل تمثال صيني لبوذا و هو جالس، حيث صرح “فنسنت فان فيلسترين” أمين الآثار في متحف “درينتس – هولندا”: “ربما هذه المومياء كانت في يومٍ ما راهباً بوذياً محترماً تم تحنيطه وعبادته بعد وفاته ككائن مستنير ساعد الأحياء على إنهاء دورة المعاناة والموت”

أكتشف وجود بقايا بشرية محنطة وبعد دراستها تبين بأنها تعود لراهب بوذي قديم

تم اكتشاف هذه المومياء لأول مرة في تمثال بوذا المطلي بالذهب منذ سنوات عديدة و كان ذلك تحديداً عندما بدأ دعاة الحفاظ على البيئة في ترميم تمثال بوذا، حيث وجدوا أثنائها بقايا بشرية في داخله ولم تتم دراستها بالتفصيل في تلك الأيام، لكن في العام الماضي قرر باحثون أخذ عينات ومسحات من أنسجة المومياء المعثور عليها داخل تمثال بوذا الصيني.

التاريخ الغامض للمومياء المكتشف

يذكر بأن تمثال بوذا الصيني الذي يظهر فيه جالساً وهو مغطى بالورنيش ومطلي بالذهب الخالص يعتبر ذو تاريخ غامض، وقد رشح العلماء بأنه كان موجوداً منذ عدة قرون في دير جنوب شرق الصين، وأثناء الاضطرابات الاجتماعية خلال الثورة الثقافية في الصين الشيوعية و تحديداً في عام 1966 عندما حث الرئيس “ماو تسي تونغ” المواطنين الاستيلاء على الممتلكات وتفكيك النظم التعليمية ومهاجمة المؤسسات الثقافية “البرجوازية” تم أثنائها نقل تمثال بوذا خارج الصين.

بعد أن تم بيع و شراء التمثال بشكل قانوني أكثر من مرة،  قرر مالكه الأخير في هولندا تحديداً عام 1996 أن يقوم بترميم الرقائق والشقوق التي شوهت السطح الخارجي للتمثال المطلي بالذهب، وعندما أزال المرمم التمثال من منصته الخشبية، لاحظ وجود وسادتين مزخرفتين بنص صيني موضوعتين تحت ركبتي التمثال وعند أزالتهما أكتشف وجود بقايا بشرية محنطة وبعد دراستها تبين بأنها تعود لراهب بوذي قديم عاش خلال القرنين الحادي والثاني عشر.

 

ومن ثم استخدم العلماء نظائر الكربون المشعة وذلك ليتمكنوا من تحديد الفترة التي عاشت بها المومياء والتي من المرجح أن تكون بين القرنين الحادي والثاني عشر، وتم الاكتشاف أيضاً أن السجادة الموضوع عليها التمثال كانت أقدم من المومياء بحوالي 200 عام، و قد عقب “فان فليستيرن” قائلاً:” النظائر هي أشكال مختلفة من العناصر ذات أعداد مختلفة من النيوترونات”.

 

باحث-يتفقد-تمثال-بوذا-الصيني-و-البقايا-البشرية-الموجودة-داخله-مصدر-الصورة-©-متحف-درينتس-1
باحث-يتفقد-تمثال-بوذا-الصيني-و-البقايا-البشرية-الموجودة-داخله-مصدر-الصورة-©-متحف-درينتس

عام 2013 في جامعة مانهايم الألمانية أجرى الباحثون فحصاً بالأشعة المقطعية للمومياء واستطاعوا أن يكشفوا تفاصيل غير مسبوقة عن المومياء الموجودة داخل تمثال بوذا الصيني، وفي مركز ” Meander Medical Center – أمرسفورت – هولندا ” تبين مع الباحثين أن ما كانوا يعتقدون بأنه نسيج رئوي ما هو إلا قصاصات صغيرة من الورق دوّن عليها نصوص باللغة الصينية وتشير إلى أن المومياء تعود لراهب ذو مكانة عالية وربما كان يعبد لاعتباره بوذا أو مدرساً يساعد في جلب التنوير بعد وفاته.

 

عُرضت المومياء عام 2019 في معرض حمل عنوان “مومياء حياة ما بعد الموت” في متحف “درنيتس” بهولندا وذلك قبل الانتقال إلى المتحف التاريخي الطبيعي في بودابست.

 

يذكر بأن المومياوات من هذه الفترة شائعة جداً في آسيا، فقد استطاع الباحثون في منغوليا مؤخراً العثور على راهب محنط يبلغ من العمر 200 عام وهو لا يزال في وضع “اللوتس” وضع القرفصاء التأملي التقليدي.

و قد قال “فان فليستيرن” لم يتوضح لدينا بالضبط كيف أصبح هذا الكاهن مومياء لكن في الصين واليابان وكوريا كان يوجد تقليد لتحنيط الذات”

ويذكر أن الرهبان البوذيون المتقدمون في السن كانوا يجوعون أنفسهم للتخلص من الدهون والسوائل التي تحفز على التسوس، ويعيشون بشكل أساسي على أبر الصنوبر والراتنج وذلك لتسهيل عملية التحنيط، ووفقاً لبوذا الحي فأن رهبان ياماغاتا المحنطون ذاتياً بمجرد اقترابهم من الموت يتم دفنهم وهم أحياء مع المحافظة على أنبوب خاص بالتنفس وذلك ليتمكنوا من التأمل لحين لحظة الموت.

 

 

الآثاري أو (TheArchaeologist.news) عبارة عن منصة رقمية غير ربحية على الإنترنت مخصصة لأخبار التراث، الثقافة، الفن والآثار. تهدف إلى جمع علماء الآثار حول العالم المهتمين بالتراث الثقافي والمواقع الأثرية في الشرق الأوسط. تهدف منصتنا لخلق روابط بين المبادرات المحلية والنشطاء الذين يعملون على حماية التراث الثقافي في المنطقة والأشخاص في المجالات ذات الصلة بعلم الآثار.

شاهد أيضاً

بولندا تكتشف سرداب خشبي قديم أسفل المدينة

أعلنت مدينة ياروسلاف، وهي بلدة تقع فى جنوب شرق بولندا، والتي كانت مركزا تجاريا مهما في القرنين السادس عشر والسابع عشر، عن اكتشاف سرداب طريق خشبي قديم (أحد أطول الطرق فى بولندا) في وسط المدينة.