أدرجت منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة “اليونسكو” مجموعة جديدة التراث العربي والعالمي إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي ومن ضمنها صناعة العود السوري والإيراني والاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة في مصر بالإضافة إلى الحداء الأبل السعودي والرغيف الفرنسي و المنسف الأردني.
وُقصد بعبارة “التراث الثقافي غير المادي” الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات – وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية – التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي.
الأعواد الموسيقية
من سورية وإيران تم إدراج صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها في القائمة. فالعود آلة موسيقية تقليدية تُعزف في إيران وسوريا ويتكون العود من صندوق صوت على شكل كمثرى مصنوع من خشب الجوز أو الورد أو الحور أو الأبنوس أو خشب المشمش.
وتعتبر هذه الصناعة من أقدم الصناعات في العاصمة دمشق حيث أنها تصدر للعالم آلاف القطع ذات الجودة العالية سنوياً.
الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة في مصر
تخلّد المهرجانات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة في مصر ذكرى رحلة العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر هربا من اضطهاد الملك هيرودس.
في كل عام، يتم إحياء ذكرى هذا الحدث من خلال مهرجانين يشارك فيهما المصريون بأعداد كبيرة، بمن فيهم مسلمون ومسيحيون أقباط من جميع الأعمار والأجناس.
المهرجان الأولى يُسمّى “عيد مجيء العائلة المقدسة إلى مصر” وهو حدث يستمر ليوم واحد ويُقام بشكل عام في بداية شهر حزيران/يونيو.
أما المهرجان الثاني يسمى “عيد العذراء” وهو وليمة تقام في عدة بلدات ومدن بين أيار/مايو وآب/أغسطس.
تشمل الأنشطة الغناء والألعاب التقليدية والرسم على الجسم وإعادة تمثيل الرحلة والمواكب الدينية والعروض الفنية ومشاركة الأطعمة التقليدية.
البن الخولاني السعودي
ومن السعودية أيضاً، تم إدراج المعارف والممارسات المرتبطة بزراعة البن الخولاني.
تنمو الثمرة بعد سنتين إلى ثلاث سنوات من الزراعة، ويتم حصادها باليد وتركها لتجف.
لاستخراج الحبة، توضع الثمار المجففة على طاحونة حجرية كبيرة مسطحة، ويقوم حجر اسطواني بقشرها لمنع التشقق، ويفصل الحبة عن القشرة الخارجية. تزرع قبائل الخولاني حبوب البن لأكثر من 300 عام، وقد نقلت المهارات والتقنيات إلى الأجيال الشابة.
يُنظر إلى القهوة على أنها رمز للكرم في السعودية، وتُعتبر خدمة الضيوف وتكريمهم بحبوب البن التي يتم حصادها من المزارع الخاصة به علامة على الشرف والاحترام.
المنسف الأردني وما يحمله من معانٍ اجتماعية وثقافية
لا يمكن زيارة الأردن بدون تذوق المنسف الذي تشتهر به البلاد، ويرتبط بنمط الحياة الزراعية الرعوية التي تتوفر فيها اللحوم ومنتجات الألبان.
الشكل المغري للطبق وطعمه الشهي ليسا العاملين الوحيدين اللذين أديا إلى إدراج المنسف على قائمة اليونسكو. إذ يُعدّ التجهيز بحد ذاته حدثاً اجتماعياً، حيث يناقش الطبّاخون الاهتمامات المشتركة ويسردون القصص ويقومون بالغناء فيما يعدون الطبق.
الخنجر العُماني والممارسات الاجتماعية المرتبطة به
الخنجر هو جزء من اللباس التقليدي الذي يرتديه الرجال في عُمان خلال المناسبات الوطنية والدينية والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف. وهو عنصر أساسي في الثقافة العُمانية ويتطلب تصنيعه معرفة ومهارات كبيرة تنتقل من جيل إلى آخر.
يُعلّق الخنجر حول الخاصرة ويشتمل على حزام ومقبض وشفرة وغمد وغطاء، جميعها مصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد بما في ذلك الخشب والجلد والقماش والفضة.
يُنظر إلى المواد المنقوشة بتصميمات فريدة على أنها انعكاس للارتباط بالأرض. ويُعتبر الخنجر جزءاً من شعار الدولة ويلعب دوراً رئيسياً في العديد من العادات والتقاليد العُمانية. وتشير المصادر التاريخية والاكتشافات الأثرية إلى أن العُمانيين ارتدوا الخنجر منذ قرون.
الرغيف الفرنسي
الرغيف الفرنسي هو أكثر أنواع الخبز شعبية التي يتم الاستمتاع بها واستهلاكها في فرنسا على مدار العام.
تتضمن عملية الإنتاج التقليدية وزن المكونات وخلطها والعجن والتخمير والتقسيم والاسترخاء والتشكيل اليدوي والتخمير لمرة ثانية ووضع علامات على العجين بقطع ضحلة (توقيع الخبّاز) ومن ثمّ الخبْز.
على عكس الأرغفة الأخرى، يُصنع الرغيف الفرنسي من أربعة مكونات فقط هي الدقيق والماء والملح والخميرة.
ومن بين العناصر الأخرى التي أدرجت على قائمة التراث الثقافي غير المادي، الشاي الصيني والرقص العصري من ألمانيا وقرع الأجراس يدوياً في إسبانيا.