أكد موقع قناة فرانس 24 الأخباري أن الحرب الدائرة في اليمن أدت إلى دمار كبير في المخزون الأثري في هذا البلد الذي يعد مهدا لعدد كبير من الحضارات القديمة، إذ تم تدمير مواقع أثرية ونهب عدة معالم. ونخص بالذكر معبد “أوام” في منطقة مأرب، وهو أحد أهم معالم مملكة سبأ القديمة، الذي تعرض للإهمال وأصبح عرضة للمخربين.
وأفاد أنه في ظل تعرضها للتخريب الجزئي أو الكلي، يعتبر عدد كبير من المعالم الأثرية في اليمن تنهار جراء الحرب عليها إذ أحصت دراسة نشرت في سنة 2017 من قبل جمعية لأساتذة جامعيين في فرنسا، حوالي خمسين موقعا تاريخيا تعرضوا لأضرار خصوصا بسبب الضربات الجوية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن، على غرار مدينة صنعاء التي تعرضت مدينتها القديمة التي تصنفها منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي، وبقايا المدينة القديمة في صرواح إضافة إلى عدد من المتاحف والمساجد القديمة.
وذكر الموقع أن معبد أوام الذي يقع بالقرب من مدينة مأرب وعلى بعد مئة وعشرين كيلومترا من مدينة صنعاء، لم يتعرض للضرر بسبب المعارك، ولكن في ظل تركه دون حراسة، وفي ظل تواصل النزاع، تعرض المعبد للنهب والتخريب.
وأضاف الموقع أن تاريخ تشييد معبد أوام الذي يطلق عليه أيضا اسم “محرم بلقيس” يعود إلى ثلاثة آلاف سنة خلت. وخصص هذا المعبد لـ “المقه” وهو إله القمر الذي يعد إله مملكة سبأ القديمة.
وأورد أن باحثون أمريكيون قد قاموا بعمليات حفر في هذا الموقع منذ سنة 1951.. وتم استخراج ما يقارب 300 منحوتة صخرية لرسومات بلغة مملكة سبأ (لغة اليمن القديمة) ومن ثم دراستها. هذه الصخور لها أهمية كبيرة لأنها تؤرخ للحروب والاتفاقات التجارية واتفاقات السلام والعلاقات الخارجية لمملكة سبأ مع بقية الممالك.
الموقع رأى أن هذه المنحوتات الصخرية القديمة التي نقشت قبل ثلاثة آلاف عام مرمية على الأرض جنبا إلى جنبا مع القوارير البلاستيكية. كما شوه أشخاص الأساسات بكتابة أشياء عليها باستخدام الأقلام، نجد أشياء مدمرة مبعثرة في كل مكان، إنها كارثة.
وأشار إلى مدينة يثل، وهي المدينة الرئيسية في مملكة معين القديمة التي تم تشييدها قبل ثلاثة آلاف عام والتي تعرضت جدرانها للتدمير في غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية.
المصدر: فرانس24