القاهرة التاريخية هي مدينة من أهم وأكبر المدن التراثية في العالم، حيث إنها مدينة حية تتميز بثراء نسيجها العمراني، بالإضافة إلى تعدد الآثار والمباني التاريخية بما يعبر عن تاريخ القاهرة الطويل بصفتها عاصمة سياسية وثقافية وتجارية ودينية مهيمنة ورائدة في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط، وخلال السنوات الأخيرة تعمل الدولة على تطوير تلك المنطقة، ومن بين مناطق التطوير لمنطقة المحيطة بمسجد الحاكم على مساحة 14 فدانًا.
جامع الحاكم بأمر الله
يقع المسجد بشارع المعز لدين الله ملاصقًا لباب الفتوح، وأمر بإنشائه الخليفة العزيز بالله، ولكن أعمال البناء لم تنتهى في أيام العزيز، وأكمل البناء ابنه الخليفة الحاكم بأمر الله سنة 403 هــ/ 1013م، هو عبارة عن مستطيل يتألف من صحن أوسط مكشوف مستطيل، رواق القبلة يشتمل على خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على دعائم مستطيلة تسير موازية لجدار القبلة، ويقطع هذا الرواق في الوسط مجاز مرتفع يمتد من الصحن إلى المحراب ينتهى أمام المحراب بقبة، كما نجد في طرفي بلاطة المحراب الشمالي الشرقي، والجنوبي الشرقي، قبتين تقوم كل منهما على أربع حنايا ركنية تحصر بينها أربع نوافذ معقودة.
أما رقبة القبة فقد زينت بثمانية شبابيك معقودة، وزين مربع القبة بشريط من الكتابات الكوفية المورقة، ويعلو واجهات الصحن صف من الشرافات الهرمية المدرجة، ويمتاز الجامع باحتوائه أيضًا على ثلاثة عشر مدخلاً، خمسة بالواجهة الغربية، وثلاثة بالواجهة الشمالية ومثلها بالواجهة الجنوبية، ومدخلين بجدار القبلة.
نجد بينها ثلاثة مداخل بارزة تتوسط الواجهات الشمالية والجنوبية والغربية، أهمها المدخل الرئيسى الذي يتوسط الواجهة الغربية لأنه أقدم مدخل بارز في عمارة مصر الإسلامية، فهو يتألف من برجين ضخمين من الأحجار المصقولة، ويتوسطه ممر طويل يعلوه قبو نصف أسطواني، ويفضي الى داخل الجامع عن طريق الرواق الغربى.ويكتنف المدخل البارز في الزوايتين الشمالية والجنوبية منارتين ضخمتين تم بناؤها 393 هـ/1003م، كما يفهم من الكتابات المنقوشة على كل منهما قمتها أيضا قبة مضلعة.
وقد شهد الجامع العديد من الإصلاحات والإضافات لعل أولها ما قام به بدرالجمالي وزير الخليفة المستنصر بتجديد أسوار القاهرة الشمالية في عام 480هـ، وبذلك أصبح الجامع داخل تلك الاسوار بعد أن خارج مدينة القاهرة، وفي سنة 702هــ تعرضت أرض مصر والقاهرة لزلزال فتهدم جامع الحاكم، فقام السلطان الناصر محمد الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير بتجديد الجامع وعمل فيه خزانة كتب وحفر فيه صهريج بصحن الجامع. وجدد الجامع مرة أخرى في أيام السلطان الناصر حسن 760هــ.
المصدر: youm7