بدأ فريق من علماء الآثار الإيطاليين في عام 2008 التنقيب خارج سور المدينة القديمة في هيميرا، والتي كانت في العصور القديمة مستعمرة يونانية على الساحل الشمالي الأوسط لجزيرة صقلية بإيطاليا، وتم العثور على مقبرة تعود إلى أوائل القرن الخامس قبل الميلاد، وجميع الأفراد في المقبرة من الذكور، وكان العديد منهم يعانون صدمة عنيفة بينما الآخرون لا تزال أسلحة مستقرّة في عظامهم.
وتشير الأدلة بقوة إلى أن هؤلاء الرجال ربما كانوا جنودًا قاتلوا عام 480 قبل الميلاد، و409 قبل الميلاد في معارك هيميرا، التي كتبها المؤرخون اليونانيون القدماء.
وكتب هيرودوت ومؤرخ آخر يدعى “ديودوروس سيكولوس” عن معارك هيميرا، ووصفا المعركة الأولى في 480 قبل الميلاد، كنصر لتحالف اليونانيين من جميع أنحاء صقلية على قوة قرطاجية غازية من تونس الحديثة، وبعد ثلاثة أجيال، كانت المعركة الثانية عام 409 قبل الميلاد، وكان أكثر فوضوية، يذكر المؤرخون أن قرطاج حاصرت مدينة هيميرا، التي لم تحصل هذه المرة على مساعدة خارجية تذكر.
وأتاحت الاكتشافت الحديثة لما يبدو أنه رفات جنود من زمن هاتين المعركتين المشهورتين فرصة نادرة للمعرفة، وأجرى الباحثون الإيطاليون دراسات أولية على بقايا الهياكل العظمية لـ 132 فردًا، بما في ذلك تقدير أعمارهم عند الوفاة والبحث عن علامات المرض.
تقول المصادر التاريخية إنهم من المحتمل أن يكونوا جميعا يونانيين، وبعضهم ربما من مدن أخرى في صقلية، مثل سيراكيوز أو أجريجنتو.
يعرف المؤرخون المعاصرون أن الجنود اليونانيين خدموا في كثير من الأحيان كجنود محترفين بأجر ، أو مرتزقة في الجيوش الأجنبية، لكن هناك القليل من الأدلة على أن الجنود الأجانب قاتلوا في صفوف الجيوش اليونانية.
المصدر: موقع theconversation.