وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الوصول المفتوح PLOS ONE من قبل أريادنا نيتو إسبينيت وزملاؤه، تبين أنه في المستوطنات الأوروبية القديمة، من المحتمل أن يتم تحديد استخدام الماشية بشكل أساسي من خلال الهيكل السياسي ومتطلبات السوق
خلال العصر الحديدي المتأخر ووقت الإمبراطورية الرومانية، فضلت متطلبات اقتصاد السوق لعموم البحر الأبيض المتوسط المزيد من التغييرات في استخدام الثروة الحيوانية بغض النظر عن العوامل البيئية
علم آثار الحيوان – دراسة بقايا الحيوانات من المواقع الأثرية – لديه إمكانات كبيرة لتوفير معلومات عن المجتمعات البشرية السابقة. من المعروف أن تفضيلات الثروة الحيوانية قد تغيرت بمرور الوقت في أوروبا، ولكن لا يُعرف الكثير عن مدى تأثر هذه التغييرات بالظروف البيئية أو الاقتصادية أو السياسية للمستوطنات القديمة.
في هذه الدراسة، جمع Nieto-Espinet وزملاؤه بيانات من 101 موقعًا أثريًا عبر شمال شرق شبه الجزيرة الأيبيرية، بدءًا من العصر البرونزي المتأخر إلى العصور القديمة المتأخرة، وهي فترة تمتد لحوالي 1700 عام خضعت خلالها الممارسات الثقافية والزراعية الأوروبية لتغييرات كبيرة، لذلك قارنوا بقايا الثروة الحيوانية ببيانات عن البيئة المحلية (بما في ذلك بيانات النبات والمناخ) والظروف الاقتصادية والسياسية للمستوطنة، في كل موقع.
تظهر هذه البيانات أن العوامل السياسية والاقتصادية كانت الأكثر أهمية في تحديد توزيع الأنواع وحجم جسم الماشية القديمة. خلال العصر البرونزي المتأخر والعصور القديمة المتأخرة، عندما كانت الأنظمة السياسية مجزأة أكثر وكان إنتاج الغذاء يركز أكثر على الأسواق المحلية، كان اختيار الثروة الحيوانية أكثر اعتمادًا على الظروف البيئية المحلية
ولكن خلال العصر الحديدي المتأخر ووقت الإمبراطورية الرومانية، فضلت متطلبات اقتصاد السوق لعموم البحر الأبيض المتوسط المزيد من التغييرات في استخدام الثروة الحيوانية بغض النظر عن العوامل البيئية. وبالتالي فإن علم آثار الحيوان هو مصدر حيوي للمعلومات لفهم التغيرات السياسية والاقتصادية عبر الزمن.
يضيف المؤلفون: “علم الآثار يكشف تأثير النظم السياسية على ممارسات الثروة الحيوانية بمرور الوقت”.