إمارة أقامها العقيلات في جنوب العراق تسمى الخميسية في منطقة الأهوار وعلى بعد 12 كم جنوب غرب مدينة سوق الشيوخ أسسها ” عبد الله بن صالح بن محمد الخميس ” وسماها نسبة لاسم عائلته، وهو رجلٌ من نجد، هاجر من قريته القصيعة التابعة لمدينة بريدة إلى قرية شيرون في منطقة إمارة المنتفك حيث كان مع جماعة فاضلة من العقيلات يزاولون التجارة في حماية الشيخ فالح السعدون شيخ قبائل المنتفق الذي رحب بهم وأكرمهم وكان للشيخ فالح السعدون كلمة نافذة في بلاد المنتفق وماجاورها ولكن ساءت أمور الشيخ فالح السعدون بعد أن تغيرت علاقته بالعثمانيين فضُيّق عليه الأمر لفترة محدودة، ونظراً لما يتمتع به الشيخ عبد الله الخميس من قوة شخصية وبعد نظر فقد قرر أن يختط في عام 1303هـ، 1881م لجماعته العقيلات مدينة خاصة بهم على حافة البادية النجدية على حدود العراق وفي منطقة كانت وما جاورها مهد الحضارة السومرية وفي سنةٍ حدث فيها فيضان عظيم لنهر الفرات حاصر مدينة سوق الشيوخ وقطع اتصالاتها من جهة البر فانقلبت عنها القوافل التجارية الآتية من بادية العراق وجزيرة العرب، واختار لمدينته موقعاً مرتفعاً تحيط به الأهوار، التي تأخذ مياهها من نهر الفرات، من ثلاث جهات عدا الجهة الغربية فتتصل بالبر الموصّل إلى الجزيرة العربية حيث تنحدر الأرض بعض الشيء ويتوغل هذا الانحدار بعيدا إلى بوادي جزيرة العرب وقلبها نجد.
معلومات عن مدينة الخميسية :
يتوسط مدينة الخميسية قصر الخميس الذي بني في عام 1303هـ – 1881م، ببابه الخشبي الضخم يليه دهليز طويل يوصلك إلى باحة فسيحة محاطة بايوان في جهاتها الشرقية والجنوبية والغربية وتوجد في الجهة الغربية من الايوان حجرة كبيرة تسمى مجلس الشيخ يستقبل فيها مواطنيه ويحل مشكلاتهم اليومية وعبر شارع امتاز عن بقية شوارع المدينة باستقامته يوجد مسجد الخميسية الشهير بمئذنته الشامخة… والتي يزيدها روعة وخيالا ميلان ظاهر نحو الغرب حيث أصبحت مع قصر الخميس أحد المآثر المعروفة في جنوب العراق حينذاك. الصرح المعماري المتقن الذي أسسه أمراء قبيلة ال خميس في القرن التاسع عشر للميلاد.
والمسجد أسس في بداية إنشاء إمارة الخميسية في العام 1881 ، وقد تعرض هذا المبنى التراثي إلى تقصير وإهمال واضح ، لبعد المسجد عن مركز المحافظة. ولقد تم إنشاء أول مدرسة ابتدائية في الخميسية عام 1345هـ، 1927م حيث تم استئجار منزل الشيخ عبد الله تركي الخميس الذي يقع في شرق المدينة بالقرب من السِيف لهذا الغرض بعد ذلك ثم بناء مبنى حديث للمدرسة في غرب المدينة
وقد تراجعت الخميسية في نهاية الأربعينيات من القرن الميلادي الماضي وذلك بسبب تقلص دورها في كونها محطة للقوافل القادمة من الجزيرة العربية وبادية العراق بعد التوسع في استخدام الموانئ في الخليج العربي لجلب البضائع وتصدير المنتجات بعد ظهور الزيت في المملكة والكويت والعراق والخميسية ما زالت موجودة حتى الآن وتحمل الاسم نفسه ولكنها تحولت إلى قرية عراقية بعد أن هجرها كل النجديين من أهلها.
إعداد: الآثاري كرار الرازقي – مسؤول فريق إنقاذ آثار وتراث المثنى التطوعي