بقلم: ماهر الجباعي
من بين أشكال العبادات التي ظهرت في الأساطير والميثولوجيا اليونانية والرومانية، نجد نوعاً جديداً من العبادة وهو عبادة الأبطال من أنصاف الآلهة الذين كانوا بذرة زواج بعض الآلهة والبشر والذين يصبحون دون الآلهة وفوق البشر، أو الأبطال الذين تتحدث الأساطير عن مآثرهم البطولية التي قاموا بها والتي تناقلتها الأجيال عبر الزمن في أنحاء الإمبراطورية الرومانية كافةً ومن ضمنها ولاية سورية، كالمشاهد الخاصة بأورفيوس وهرقل وأخيل وبيرسيوس وبيلوبس….وغيرهم، وتم تجسيدها في مواضيع متعددة وفي أنواع كثيرة من الفنون ومن بينها لوحات الفسيفساء.
تصوير وتجسيد أورفيوس في الفسيفساء ظهر في العديد من اللوحات التي اكتشفت ضمن المقاطعات الرومانية، وكان في الشرق أكثر منه في الغرب، وفي الفسيفساء السورية لم يظهر سوى ضمن مجموعة الفسيفساء التي اكتُشفت في مدينة فيليبّوبوليس ( شهبا الحالية) في محافظة السويداء في الجنوب السوري، وهي إحدى اللوحات التي عُثِر عليها في دار رومانية اكتُشفت عام 1963 في مدينة شهبا الى الشرق من الحمامات الكبرى، إلى جانب عدد من اللوحات الأخرى التي تزين أرضيات بعض غرفها، وقد تم فيما بعد إنشاء متحف فوق جزء من هذه الفيلا ليصبح متحفاً خاصة بمدينة شهبا.
يُعرف أورفيوس بأنه أشهر مغنيي اليونان وشعرائها الأسطوريين، يقال أنه ابن إله الموسيقى أبولون (Apollon)1 من كاليوبة (Calliope) ربة الشعر “إحدى ربات الفنون التسع”2، في حين يعتبره البعض ابن واغروس ملك تراقيا من كاليوبة أيضاً، أنعم عليه أبولون بهبات كثيرة منها القيثارة ذات الأوتار السبعة التي أضاف إليها وترين آخرين لتصبح تسعة بعدد خالاته وأمه ربات الفنون والموسيقا، كان شاعراً إلهياً وموسيقياً يعزف على قيثارته أعذب الألحان ويُنشد أجمل الأغاني التي تطرب الحيوانات والأنهار والأشجار، وأشهر قصصه هي نزوله إلى العالم السفلي بحثاَ عن محبوبته أوريديس (Eurydice)، التي فقدها يوم حفل زفافهما، بسبب لدغة أفعى عندما كانت تتجول في المروج مع صاحباتها. فألمَّ الحزن بأورفيوس وقرّر الهبوط إلى العالم السّفلي بعد سماح زيوس له، ليعيد زوجته مرةً ثانية من بين أشباح الأموات إلى الأرض، وطلب من هاديس وزوجته بيرسيفوني- حاكما العالم السفلي- إعادتها له بعد أن وقف أورفيوس أمامهما وأخذ يشدو بألحانه الحزينة، ويتغنى بكلماته على أنغام قيثارته شاكياً إليهما مصابه، ومتضرعاً لهما ومتوسلاً كي يساعداه بإعادة زوجته إلى عالم الأحياء، فأجهشت الأشباح الشاحبة بالبكاء وغلب الأسى ربَّات الإنتقام وربّات الأقدار وأشفق هاديس وبيرسفوني عليه وأجابا طلبه، شرط أن لا يلتفت إلى زوجته التي تسير خلفه حتى يتجاوز حدود العالم السفلي، لكنّه وفي طريق عودتها ولما اقتربا من سطح الأرض، أخذ القلق يساوره مخافةً على زوجته من الإعياء والتفت تجاهها بهدف الاطمئنان فيما إذا كانت لا تزال خلفه، وعلى الفور توارت أوريدس عن ناظريه وعادت إلى الأعماق إلى عالم الأموات.
وفشل أورفيوس في اللحاق بها وإعادتها مرةً أخرى، فمضى يرثي محبوبته بأشعاره وألحانه وأمضى ما تبقى من أيامه يقتات من الحزن والقلق والدّموع، وهجر حب النساء واقتصر على صحبة الفتيان ذوي الشباب الغض، ويقال بأن الفتيات قد استشطن غضباً بسبب تجاهله لهن، فقَدِمن إليه عندما كان ينشد فوق قمّة تل، وصاحت إحداهن “ها هو من يستخف بالنساء” وأخذن يضربنه بالعصي والحجارة، ثم قمن بتمزيق جسده ورَمَين أعضاءه في نهر هيبروس، ويقال أن ديونيزوس قام بعقاب نساء تراقيا على ذلك بأن حولهن إلى أشجار.
لوحة أورفيوس في متحف شهبا هي إحدى اللوحات التي اكتُشفت في فيلا رومانية، وتغطي أرضية الغرفة الجنوبية الشرقية في قاعة المتحف الرئيسية، بأبعاد 320×310 سم تقريباً (الشكل رقم1)، نُفِّذت بتقنية Opus Vermiculatum في المشهد المركزي بينما اعتمد الفنان على تقنية Opus tesselatum في محيط اللوحة، وهي عبارة عن لوحة مركزية أبعادها (248م×240سم)، يظهر فيها أورفيوس في الوسط جالساً فوق صخرة بجانب شجرة، معتمراً فوق رأسه الذي أداره بشكل خفيف نحو يمينه قلنسوة فريجية ، وقد غطى جسده المتجه عكس اتجاه رأسه ثوباً ذو أكمام طويلة، نُفِّذ أغلبه بمكعبات صفراء داكنة، وقد وضع على كتفيه وشاحاً مشبوكاً عند كتفه الأيمن، نُفِّذ بمكعبات قرميدية وزهرية وبرتقالية، ولبس رداءً سفلياً (سروالاً) بدا عند ساقيه نُفِّذ بمكعبات رمادية وسوداء وبيضاء وصفراء، وقد مدَّ قدمه اليمنى إلى الأمام، ويقوم بالعزف على قيثارته التي سندها على فخذه الأيسر، وأمسك بيده اليمنى ريشة العزف، ويداعب بأصابع يده اليسرى أوتار قيثارته (الشكل رقم2)، وقد جذبت ألحانه الشجية حيوانات وحشية وأليفة، وطيوراً وأفاعي تجمَّعت حوله تصغي لألحانه خشوعاً، وبدا ذلك واضحاً من خلال وضعياتها ورقابها المشدودة باتجاهه، وأشداقها المفتوحة كتعبير عن الانفعال والانسجام معه. وإلى يمينه نلاحظ شجرة صغيرة ذات أوراق وأغصان نُفِّذت بمكعبات رمادية وصفراء، وقد انحنت نحوه، والتفّت عليها أفعى وحطت فوقها أنواعٌ مختلفةً من الطيور كالعقاب والطاووس والعصفور. ومن الحيوانات التي تم تصويرها في اللوحة نرى أنواع مختلفة، منها الحيوانات العاشبة كالثور والغزال والوعل والنعامة والفيل، ومنها المتوحشة كالنمر والفهد والأسد، بالإضافة إلى الحيوان الأسطوري الكريفون (Griffon)3 الذي صُوِّر فوق صخرة في الزاوية العلوية اليُمنى من اللوحة، وقد بدا مشدوداً تماماً لألحان قيثارة الشاعر الإلهي (الشكل رقم3).
أحيطت اللوحة المركزية بإطار بعرض 35 سم، عبارة عن جديلتين ثُنائيّتين شكَّلتا فيما بينها مربّعات صُوِّر ضمنها على الخلفية البيضاء أقنعة مسرح عددها عشرون قناع، توزعت على المحيط ليكون عددها ستة أقنعة في كل جانب، وتمَّ رصفُ المساحة الباقية المحيطة باللوحة المركزية بالمكعبات الحجرية البيضاء اللون بنفس مكعبات خلفية اللوحة المركزية حتى حدود الجدران.
رغم أنَّ هذا تجسيد أورفيوس في الفسيفساء قد حظي بانتشار واسع في الفنون الكلاسيكيَّة، لكن أورفيوس فيليبّوبوليس ينتمي إلى نمط مُتميِّز بالقبعة الفريجية وثوب تحت رداء يشبه الجلباب ذو أكمام طويلة، الذي كان انتشاره في الشرق أكثر اتساعاً من انتشاره في الغرب ابتداءً من النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي، بحيث بدا بثلاثة أرباعه جالساً على صخرة وساقاه مائلتان نحو اليمين، والرأس مدار برشاقة نحو اليسار وهو يشغل مركز اللوحة, القيثارة موضوعة بثبات على فخذه الأيسر، وماسكاً ريشة باليد اليمنى وضارباً بالأخرى حبال الآلة الموسيقية، والعيون مرفوعة نحو السماء في تعبير عن عمق النشوة، وقد اجتمعت الحيوانات من حوله في هيئات حية وطبيعية ومصغية بشكل كلي يتابعون إيقاع غناءه.
في فسيفساء فيليبّوبوليس تمَّ تجسيده بحرفية عالية بوضعيته المعهودة جالساً على صخرة بجانب شجرة وقد أحاطت به الحيوانات والطيور (الشكل رقم1)، قدمه اليُسرى على الأرض تدعم القيثارة المتوضّعة على فخذه بينما القدم اليُمنى تبدو وكأنها تلاحق الإيقاع بالضرب على الأرض بصندله، ويحمل بيده اليُمنى الريشة بثبات بينما يقوم بالضرب على الأوتار باليد اليُسرى بحيث تبدو الأصابع ممتدة وتضرب الأوتار. وهذا التصوير مشابه من حيث توزيع الحيوانات واستخدام المكعبات في تصوير الثياب لتصويره في فسيفساء تراقيا المؤرخة للنصف الثاني من القرن الثالث، (الشكل رقم 4) لكن هيئة اورفيوس تكون معكوسة والقيثارة تصوَّر على الكتلة الصخرية وليس على فخذه والشّجرة في الجهة المعاكسة، ومشابه أيضاً لتصويره في فسيفساء اكتُشفت في بافوس في قبرص (الشكل رقم 5)تعود لنهاية القرن الثاني بداية القرن الثالث الميلاديين، بحيث صُوِّر بشكل مواجه ويمسك قيثارته بيده اليسرى ويسندها على الصخرة التي يجلس عليها في الجهة اليسرى ، لكن التصوير الأكثر قرباً لأورفيوس فيليبّوبوليس هو تصويره في فسيفساء أرلس (Arles) في اليونان، والتي تُؤرَّخ إلى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي (الشكل رقم 6)، من حيث وضعيَّتة والحيوانات من حوله والشجرة خلفه.
تصوير أورفيوس في مركز المشهد بقبعته الفريجية واضح في كل اللوحات التي جسدته، مع اختلاف متباين في اتجاه جلوسه على الصخرة وتصوير قدميه، لكن في الغالب تكون القيثارة إلى اليسار منه، وتموضع الحيوانات وعددها وأنواعها يختلف من لوحة لأخرى، وكل هذه الأعمال تشترك في أسلوب توزيع الحيوانات في قطيعين متناظرين من جهتي أورفيوس، لكن ما يُميِّز هذا التوزيع في لوحة فيليبّوبوليس عن غيرها من اللوحات أنه لم يكن لغرض ملء الفراغ فقط، بل كان يخلق العُمق وينعش المنظر من خلال الهيئات الحية والمعذبة الواضحة للحيوانات، والمُعبِّرة عن شدة الإنفال الذي يطبع المشهد من خلال فتل الرقبة المتطاولة والشدق المفتوح قليلاً، ووجود الشجرة ضمن المشهد لم يكن لوظيفة مشتركة في كل التمثيلات، فهي في فسيفساء فيليبّوبوليس تَمدُّ أغصانها نحو أورفيوس طرباً لعزفه وغنائه، وتسند الأفعى وأنواع الطّيور المختلفة المتوزّعة على أغصانها لتستريح في ظلِّها، ومن ضمنها طائر العُقاب الذي أخذ مكانه في فسيفساء تراقيا على الصخرة الشامخة إلى يمين أورفيوس، بينما تلك الطّيور كانت مهملة في كلٍ من فسيفساء تراقيا وبافوس ووُزِّعت بدون ركيزة.
بالإضافة لكل ما سبق تتميَّز فسيفساء أورفيوس فيليبّوبوليس باحتوائها على تجسيد لحيوان الكريفون الخرافي، والذي يبدو بجسم أسد ورأس نسر متمركز فوق صخرة في الزّاوية العلوية اليُمنى من اللوحة المركزية، وهذا التصوير يُعتبر رمزاً للموت الذي لابدَّ منه، وقد قارنته الباحثة البلجيكية جانين بالتي بتجسيد لهذا الحيوان الأسطوري ظهر في فسيفساء بياتزا أرميرينا (Piazza Armerina) في صقلية في إيطاليا، بحيث بدا حيوان الكريفون مسيطراً بقائمتيه الأماميتين على قفص بدا بداخله شخص (الشكل رقم 7)، ووجود الطيور التي تمَّ تصويرها على الشّجرة قد يكون لها دلالات رمزيَّة معيَّنة، حيث يرمز العقاب والعصفور إلى الروح، بينما الطاووس فيرمز للخلود.
في تحليلنا لفسيفساء أورفيوس نجد أن الفنان لجأ إلى تأطير اللوحة المركزية بإطار مؤلّف من جديلتين ثُنائيَّتين متوازيتين ومتقاطعتين مشكّلةً فيما بينها مربّعات تحتوي على أقنعة عددها 20 قناعاً، موزعة بحيث يكون عددها ستّة أقنعة في كل طرف، وهذه الأقنعة ( الشكل رقم 8) مستمدَّة من الأقنعة التي كانت تُستخدم في المسرح والتراجيديا الرّومانية، التي كانت بدورها نقلاً عن الإغريق الذين استوطنوا جنوب إيطاليا في القرنين الثالث والثاني ق.م ليتطور بعدها المسرح الروماني، حيث كان في بداية كل مسرحية تظهر لوحة مرسوم عليها أقنعةُ كافة شخوص الرّواية مُرتَّبةً حسب ظهورهم على المسرح، ثم سادت فترة استُعمل فيها الشَّعر المستعار الكثيف بدلاً من الأقنعة، وهناك العديد من النّقوش والرسوم الجدارية ولوحات الفسيفساء التي صوَّرت نماذج متعددة للأقنعة المستخدمة في المسرح الروماني والتراجيديا الرومانية خاصةً في بومبي وأوستيا، وهناك تصوير لمثل هذه الأقنعة في مجموعة فسيفساء أنطاكيا، مثل إطار فسيفساء بيت انتصار ديونيزوس وفسيفساء بيت الأقنعة (الأشكال رقم 9- 10- 11- 12). والأقنعة الموجودة في إطار لوحة فسيفساء أورفيوس فيليبّوبوليس هي تعبير عن المسرح الروماني والتراجيديا الشعرية الرومانية التي جسَّد الشاعر أورفيوس أجمل معانيها.
التأريخ المقترح لهذه اللوحة هو منتصف القرن الثالث الميلادي والتاريخ المقترح في الأبحاث والدراسات اللاحقة هو الربع الأول من القرن الرابع الميلادي بناءَ على معايير عديدة ارتبطت بأسلوب التنفيذ الذي ساد في بداية القرن الرابع في مقاطعات البحر المتوسط، وبناءً على العديد من المعايير المرتبطة باللوحات التي غطت الغرف الأخرى في نفس الفيلا الرومانية والتي أُرخت لبداية القرن الرابع الميلادي، وهو دليل على بقاء مدينة فيليبّوبوليس بمكانتها واستمرارية إنتاج لوحات فسيفساء حتى بعد وفاة الامبراطور فيليب العربي وصولاً للفترة البيزنطية بدليل أنها أصبحت في الفترة البيزنطيّة مقراً لمطرانية مركزها بصرى، ولا يمكننا اعتبار أن مشهد أورفيوس الذي يُغطي إحدى أرضيات الفيلا الرومانية في فيليبّوبوليس مرتبط فقط بولايات شمال أفريقيا، خاصةً بعد اكتشاف فسيفساء أورفيوس في بافوس في قبرص والتي تعود للقرن الثالث الميلادي، والتي تعيد النظر في انتشار تصوير هذا المشهد في الشرق.
دليل قائمة الصور المساعدة:
- الشكل رقم 1: اللوحة المركزية من فسيفساء أورفيوس، فيليبّوبوليس، سوريا. الباحث بإذن من متحف شهبا، 2010.
- الشكل رقم 2: تفصيل من فسيفساء أورفيوس، فيليبّوبوليس، سوريا. الباحث بإذن من متحف شهبا، 2010.
- الشكل رقم 3: الكريفون (Griffon)، تفصيل من فسيفساء أورفيوس، فيليبّوبوليس، سوريا. الباحث بإذن من متحف شهبا، 2010.
- الشكل رقم 4: فسيفساء تراقيا، تركيا، النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي. عن CIMOK Fatih, 2000, p. 147.
- الشكل رقم 5: فسيفساء بافوس، قبرص، القرن الثالث الميلادي. عن MICHAELIDES Demitrios, 1987, pl XX.
- الشكل رقم 6: فسيفساء أرلس، اليونان، نهاية القرن الثالث الميلادي.
- الشكل رقم 7: فسيفساء (Piazza Armerina)، إيطاليا، الباحث بإذن من موقع بياتزا أرميرينا، 2008.
- الشكل رقم 8: جزء من إطار لوحة فسيفساء أورفيوس في شهبا، الباحث بإذن من متحف شهبا، 2010.
- الشكل رقم 9: جزء من إطار فسيفساء أكاديمية أفلاطون، بومبي ، الباحث بإذن من المتحف الوطني في نابولي، 2011.
- الشكل رقم 10: فسيفساء بيت إله القطعان، الباحث بإذن من المتحف الوطني في نابولي، 2011.
- الشكل رقم 11: إطار فسيفساء بيت مركب الأرواح، أنطاكيا، عن CIMOK Fatih, 2000, p. 153.
الشكل رقم 12: قناع مسرحي، فسيفساء بيت غانيميد، بومبي، الباحث بإذن من متحف نابولي الوطني، 2011.
الحواشي:
- أبولون (Apollon): أكثر الآلهة نفوذاً في العصور القديمة، هو إبن كبير الآلهة زيوس من ليتو إبنة المارد كووس، والأخ التوأم لأرتيميس إلهة الصيد، وُلِد في جزيرة ديلوس، عَبَده الرومان بإسم فويبوس أبولون، يُعد عند الإغريق إلهاً لكل ما هو خير وجميل، وإلهاً للرُماة وللطب ووالد أسكولاب، كما يُعد إلهاً للفن والموسيقا والشعر ورئيس ربات الشعر المُلهمات، وأحياناً يعتبر إله الشمس، يُصَوَّر على هيئة شاب وسيم الطلعة تتموج خصلات شعره الذهبية ويُكلله إكليل غار ويحمل قوس وجعبة سهام أو قيثارةً.عن عثمان سهيل، الأصفر عبد الرزاق، 1982، ص. 23. وعن عكاشة ثروت، 1994، ص. 73-80.
- ربات الفنون التسع (muses): هنّ بنات زوس من منيموزين إلهة الذكاء إبنة أورانوس وريا، وقد بقي زوس عندها تسع ليالٍ فأنجبت منه تسع بنات وهُنَّ: أوراني ربّة الفلك، كليو ربّة التاريخ ، يوتيربي ربّة الموسيقى والشعر الغنائي، تيربسيخوري ربّة الرقص، ميلبوميني ربّة التراجيديا، إيراتو ربّة شعر الغزل، بوليمني ربّة الترانيم والموسيقى المقدسة، كاليوبي ربّة الشعر الملحمي، وتالى ربّة الكوميديا. عن شابيرو ماكس، هندريكس رودا، 1999، معجم الأساطير، ترجمة حنا عبّود، منشورات دار علاء الدين، دمشق، ص. 172.
- كريفون (Griffon): نوع من الطيور الخرافية له رأس نسر وجسم أسد مجنح، وكانت هذه الطيور تحرس كنز أبولون، وتخوض حروباً ضد شعب أسطوري يمتلك كل فرد من أفراده عيناً واحدة لأنهم كانوا يغمضون الأخرى لأجل تسديد السهم. عن عثمان سهيل، الأصفر عبد الرزاق، 1982م، مرجع مذكور، ص. 419.
المصادر والمراجع:
- أوفيد، 1992، مسخ الكائنات, ميتامورفوزس التحولات، ترجمة ثروت عكاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الثالثة القاهرة.
- شابيرو ماكس، هندريكس رودا ، 1999، معجم الأساطير، ترجمة حنا عبّود، منشورات دار علاء الدين، دمشق.
- عثمان سهيل، الأصفر عبد الرزاق، 1982، معجم الأساطير اليونانية والرومانية، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق.
- عكاشة ثروت ، 1993، الفن الروماني- التصوير، تاريخ الفن, العين تسمع والأذن ترى، الجزء العاشر، المجلد الثاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- عكاشة ثروت، 1994، الإغريق بين الأسطورة والإبداع, تاريخ الفن, العين تسمع والأذن ترى، ج 15، ط 2، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- نوفل أسامة، المشاهد الأسطورية في الفسيفساء السورية خلال العصر الروماني. رسالة ماجستير، جامعة دمشق 2012.
- BALTY Janine, 1977, Mosaïques antiques de Syrie, Bruxelles.
- BALTY Janine, 1995, Mosaïques antiques du Proche Orient, Paris.
- MICHAELIDES Demitrios, 1987, Cypriot mosaics, Department of Antiquities of Cyprus.