الملكة حتشبسوت هي من أشهر ملكات الفراعنة، حيث كانت حياته مثيرة للاهتمام ، إلا أن موتها وسر اختفائها كان أكثر إثارة، ومؤخرًا زعم أحد المواقع الأجنبية وهو ancient-origins، أنه بعد موت زوجها تحتمس الثاني، أصبحت هي الوصية على ابنها تحتمس الثالث، ولاكتساب الشرعية في أعين رعاياها، وربما التوصل إلى حل وسط مع حاشيتها، غيرت حتشبسوت اسمها، إلى النسخة الذكورية حتشبسو، وتم تصويرها على أنها ترتدي ملابس رجالية بل إنها ترتدي لحية زائفة كالذكور.
وفى هذا الشأن، قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إن الملكة حتشبسوت لم تتعرض للتميز على الإطلاق، وكانت محط احترام الجميع، فهي ابنة تحتمس الأول والملكة أحمس، وتزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، وأصبحت زوجته الكبرى
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، بدأت ملكة مصر الجديدة بناء مقبرة لها في منطقة بعيدة غرب مدينة الأقصر الحالية، ثم تركتها إلى مقبرة جديدة تحمل رقم 20 في منطقة وادي الملوك الخاص بدفن الملوك، وأنجبت حتشبسوت من زوجها تحتمس الثاني ابنة وحيدة هي الأميرة نفرو رع، دون وريث ذكر، ومات تحتمس الثاني بعد فترة حكم قصيرة ـ حوالي 13 عامًا ـ وذهب الحكم إلى ولده تحتمس الثالث، الذي كان ابنًا له من إيزيس، إحدى نسائه من الحريم الملكي.
ونظرًا لأن تحتمس الثالث كان طفلاً، وكانت أمه إيزيس غير مؤهلة للوصاية عليه لأنها ليست من الدم الملكي، قامت الملكة الطموح والقوية حتشبسوت بالوصاية على ابن زوجها لفترة ما، ثم داعبها طموحها وبريق السلطة وروعة العرش وإغراء الحكم، فتصرفت كأنها ملك ذكر، وتم ذكرها في النصوص وتصويرها في المناظر على هيئة الملوك من الرجال.
ولم تنسى حتشبسوت ابن زوجها تحتمس الثالث، واعتبرته شريكًا معها في الحكم، وقامت بتأريخ الأحداث بسنوات حكمهما معًا بداية من العام الأول لتولى تحتمس الثالث العرش، غير أنها كانت هي فقط الملك المسيطر على الحكم. وفى نهاية حياتها، حصل تحتمس الثالث على مكانة مساوية لها.
وتعد نهاية حكم حتشبسوت من الأشياء الغامضة في تاريخ تلك الملكة الظاهرة. ولفترة قريبة لم نكن نعرف كيف انتهت حياتها، ولماذا تم محو صورها وأسمائها من على آثارها حتى جاءت الأبحاث العلمية الحديثة التي قام بها الدكتور زاهي حواس وفريق المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية على مومياء الملكة حتشبسوت وآثار فترة حكمها.
وأوضح كتاب “ملكات مصر” للدكتور ممدوح الدماطي، أنه طبقًا للتقاليد الدينية المصرية اعتبرت حتشبسوت، خارجة على الشرعية الدينية للحكم، إذ أن الملك الحاكم يجب أن يكون ذكرًا ممثلاً للمعبود حورس رب الملكية، حتى يمنح الشرعية الدينية والقبول لدى الشعب، لذا تطلب وضع حتشبسوت بعض معالجات سياسية دينية لتحمي جلوسها على العرش، خاصة أنها بدأت وصية على عرش الملك رسمي هو تحتمس الثالث، ونظرًا لكونه طفلاً صغيرًا، وكانت أمة إحدى محظيات الملك تحتمس الثاني، مع ذكاء حتشبسوت وطموحها للحكم، الذي ربما بدأت في ممارسته في فترة حكم أخيها وزوجها الضعيف تحتمس الثاني، هيأت الظروف السياسية في البيت الحاكم لها فرصة التربع على العرش والانفراد بالحكم حتى وإن كانت شراكة رسمية مع الملك الصغير.
وقد صرح مؤخرًا عالم الآثار الدكتور زاهي حواس عن ملامح مومياء الملكة قائلا: حتشبسوت كانت ملكة بدينة، وأسنانها كانت متساقطة، ورحلت وهى في الـ 55 من عمرها، وكانت مريضة بالسكر، وماتت بسبب مرض السرطان، وكل هذا تم كشفه من خلال الأشعة المقطعية،
ويقول كتاب “قادة مصر الفرعونية- حتشبسوت” الصادر عن مكتبة الأسرة، إننا نعلم عن حتشبسوت القليل من حياتها الشخصية، حيث لا يوجد سوى القليل جدًا من الوثائق الخاصة التي كتبتها هي، أو كتبت عنها، بل إننا لا نعلم حتى ماذا كان شكلها، وتتفق هذه الفجوة في معرفتنا مع حقيقة أنه تم تدمير الكثير من آثارها ونقوشها، بعد موتها بفترة وجيزة جدًا.