بدعوة من منظمة اليونسكو إلى كلّ موهوب من المهندسين المعماريّين في جميع أنحاء العالم وذلك للمشاركة في المسابقة المعماريّة الدوليّة المُقامة خصيصاً لإعادة أعمار وإعادة تأهيل مجمع جامع النوري في مدينة الموصل.
تشمل المسابقة أيضاً إعداد تصميم للمنظر العام للموقع بأكمله، فضلاً عن إيجاد مساحات جديدة للمجتمع المحلي كي تُستغل للأنشطة التعليمية والثقافية والاجتماعية
ويجمع مشروع إعادة بناء مجمع جامع النوري الذي تموله دولةُ الإمارات العربيّة المتحدّة، رسالةٌ مشتركة مع مبادرة “إحياء روح الموصل”، التي دشّنتها اليونسكو في شباط 2018، إذ يوفّر فرصةً فريدة لإحداث تغيير في حياة سكان المدينة والارتقاء بها نحو الأفضل، ومساعدتهم في إعادة بناء مدينتهم عقب احتلال تنظيم “داعش” المتطرف لها.
وأكّد وزير الثقافة والسياحة والآثار، حسن ناظم، أنّ “تدشين هذه المسابقة المعمارية يمثّل فرصةً لكلّ ذي موهبة في هذا العالم للمشاركة في إعادة بناء جامع النوري ومئذنته الحدباء، وإنّنا، وإذ نعيد بناء هذا الصرح التاريخيّ، إنّما نستعيد هيبَة التراث العراقي ونقدّره حقَّ قدره، ولا سيما التراث في مدينة الموصل، ونحيي ذاكرة الشعب ونعيد ترميم الدّمار الذي خلّفته عصابات داعش”.
وأضاف ناظم قائلاً: “المسابقة التي دعت إليها منظمة اليونسكو لإعادة تأهيل جامع النوري ومنارة الحدباء وكنيستي الطاهرة والساعة في مدينة الموصل، ستفضي إلى إعادة إعمارها على وفق النموذج الفائز”، مبيناً أن “مشروع التأهيل بمجمله بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة الثقافة والسياحة والآثار والوقف السني”.
ويتعيّن على الراغبين في المشاركة تقديم تصميم نظريّ للمجمع بحيث يأخذ في الاعتبار صون الأجزاء القائمة من مَصلى النوري والحرص على انسجامها مع المباني الجديدة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل عدد من المباني التاريخية ودمجها مع التصاميم الجديدة.
وتشمل المسابقة أيضاً إعداد تصميم للمنظر العام للموقع بأكمله، فضلاً عن إيجاد مساحات جديدة للمجتمع المحلي كي تُستغل للأنشطة التعليمية والثقافية والاجتماعية، إذ يتوخّى المشروع تخصيص هذه المساحات لخدمة المجتمع المحلّي بطرق عديدة لا تقتصر على الوظيفة الدينية الرئيسة للموقع.
سيبقى باب التقديم مفتوحاً حتى 26 آذار من العام المقبل 2021، وسيُعلن اسم الفائز في الربيع المقبل.
أما لجنةُ التحكيمٍ الدوليّة المؤلّفة من 9 أعضاء وعُضوَين مُناوِبين ستقوم باختيار التصميم الفائز والتصاميم التي ستحصد المراكز الأربعة التالية، أما أعضاءُ اللجنة والعضوان المناوِبان، فهم: هويدا الحارثي من المملكة العربية السعودية، وأحمد يوسف العمري ورايا العاني وهما من العراق، وخافيير كازانوفا من إسبانيا، وأمل شابي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وشهيرة فهمي من مصر، ودومينيك بيروه من فرنسا، ووانغ شو من الصين، ومارينا تبسّم من بنغلادش، وشادية طوقان من فلسطين، وجيرزي أوزنويس من بولاندا.
وسوف تُقام حملة عالميّة لإعلام المهندسين والمعماريّين والطلاب في جميع أنحاء العالم بالمسابقة ودعوتهم إلى المشاركة فيها وتقديم مشاريع تصاميم لمجمع جامع النوري، وتولي المسابقة أهميّة خاصة لتشجيع الشعب العراقي على المشاركة في إعادة إعمار تاريخهم وصقل ملامحه من جديد.
كما قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي: إن “مبادرة إعادة إعمار وإعادة تأهيل هذا المجمع التاريخي المهم، تبعث رسالةً قويّة تدعو إلى الصمود والتشبّث بالأمل، فبالصمود والأمل نخطو خطوتنا الأولى نحو تحقيق التماسك الاجتماعي والتصالح في العراق، في فترة ما بعد الصراع، وبالطبع تجسّد المواقع والمعالم التاريخية رمزاً قوياً للانتماء والمجتمع والهوية، ومن شأن إعادة تأهيلها تيسير تعافي ذاكرة أهالي الموصل الذين كانوا في يوم من الأيّام جزءاً من مدينة نامية ونابضة بالحياة، ويمثّل مجمع جامع النوري، منذ تشييده في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، معلماً رئيساً من معالم الحياة والتنمية الحضرية في مدينة الموصل”.