استطاع ضباط قوة الحدود في مطار هيثرو الدولي اكتشاف شحنة تحتوي على نحو 190 قطعة بدت وكأنها ألواح طينية، وتماثيل، وأواني من بلاد ما بين النهرين، يعود تاريخها إلى حوالي 2000 قبل الميلاد و500 قبل الميلاد.
الخبراء لا يعرفون مكان صنع هذه القطع، إلا أنهم يعتقدون أن ورشة العمل من المحتمل أن تكون في الشرق الأوسط
ولكن، سرعان ما أثارت هذه الشحنة الشكوك بينما قام خبراء من المتحف البريطاني بتحليل القطع.
وصرح المتحف في بيان صحفي، أنها تضم مجموعة كاملة من الألواح المسمارية المعروفة باستخدامها في بلاد ما بين النهرين. و التي تعد واحدة من أقدم أنظمة الكتابة في التاريخ.
حيث جاء في البيان الصادر عن المتحف: “بدا الأمر كما لو أن نوع كتابات بلاد ما بين النهرين القديمة تم تمثيلها كاملةً في شحنةٍ واحدة، أي مجموعة كاملة جاهزة لمشترٍي غير مطلع”.
وتابع البيان لقد اتضح على الفور أن هناك مشكلة، إذ لم تكن أياً من القطع قديمة حقاً.
ورغم أن بعض الألواح كانت تحمل نقوشاً حقيقية، إلا أن بعض القطع الأخرى كانت تحمل نقوشاً لا معنى لها عند قراءتها.
كما أشار المتحف إلى أن كل قطعة من الألواح مصنوعة من نوع مماثل من الصلصال، الأمر الذي يعد مستحيلاً إذا كانت حقيقية بالفعل.
ومن العلامات التي كشفت التزوير هي أنه تم تجفيفها باستمرار وعلى درجات حرارة مصدرها أفران حديثة. ولو كانت حقيقية بالفعل لكانت جففت في الشمس، وفقاً لما ذكره المتحف.
وأوضح المتحف أن الألواح موجودة منذ 200 عام، ولكن هذه الألواح قادمة من خط إنتاج جديد.
وقال المسؤول عن التقييم الفني للمتحف “سانت جون سيمبسون” إن “هذه المضبوطات تؤكد اتجاهاً ناشئاً يتمثل في الاستفادة من الاهتمام بشراء الآثار، ويقوم التجار بتزييف قطع أثرية من الشرق الأوسط لبيعها”.
ومن المرجح وجود المزيد من شحنات القطع المقلدة، وتفوق القطع المزيفة عدد القطع الحقيقية. ويجب التعامل بحذر شديد مع الشحنات التي تكاد تكون مثالية لدرجة التصديق.
في الحقيقة الخبراء لا يعرفون مكان صنع هذه القطع، إلا أنهم يعتقدون أن ورشة العمل من المحتمل أن تكون في الشرق الأوسط.
وقال ” ريتشارد نيكسون “ضابط كبير في قوة الحدود بمطار هيثرو، “إن عصابات الجريمة المنظمة عادة ما تكون المحرك وراء التجارة المزيفة”
الجدير بالذكر أن المتحف صرح أنه سيتم استخدام القطع المزيفة لأغراض التدريس والتدريب، كما سيتم عرض بعضها في المتحف البريطاني عند إعادة فتحه.