وراء الباب المقوس الصغير، يؤدي درج حلزوني ضيق إلى أعلى مئذنة تعصف بها الرياح، وهي لا تزال تقف شامخة رغم انهيار كل شيء حولها تقريباً.
وداخل الغرفة الصغيرة فوق الفتحة الدائرية، تطل 4 نوافذ صغيرة على المناطق المحيطة المهجورة منذ فترة طويلة.
ومن جهة، تمتد الأنقاض المتداعية لمنازل الصيادين القديمة على طول الساحل الفيروزي، وتقف معظمها بدون سقف، أو أبواب، أو نوافذ.
من جهة أخرى، سترى الصحراء القطرية، ومن ثم الجميل، وهي واحدة من عدة قرى مهجورة تقع على الساحل الشمالي الغربي لقطر
وتوفر بقايا “بلدات الأشباح” هذه لمحة رائعة عن الحياة قديماً، قبل أن يجذب الازدهار الاقتصادي المذهل في قطر الذي يعتمد على النفط والغاز، الأشخاص بعيداً عن قراها التقليدية الصغيرة، من أجل التوجه إلى عاصمتها الحديثة، الدوحة.
وبينما لا يُعرف الكثير عن أصولها، إلا أن تاريخ قرية الجميل يعود إلى النصف الثاني من القرن الـ19، وفقاً لمتاحف قطر.
وتشير بقايا المنازل والمباني الأخرى إلى أهمية القرية، وهي واحدة من أقدم المستوطنات في المنطقة، والتي بقيت مأهولة بالسكان حتى القرن الماضي.
واعتمد معظم النشاط الاقتصادي لسكان قرية الجميل، بالإضافة إلى سكان القرى المجاورة الأخرى المهجورة بالكامل، على البحر.
وقال الخبير في الهندسة المعمارية في منطقة الخليج، رونالد ويليام هوكر، لـCNN: “هذه عبارة عن قرى لصيد الأسماك، ولهذا السبب، بنيت المنازل فوق خط المد العالي”.
وأضاف هوكر أن “المناطق الواقعة بين منطقتي المد والجزر أمام القرى مليئة بفخاخ الأسماك التي يمكن أن تصطاد الأسماك عند انحسار المد. وكانت المياه المحيطة ضحلة، ولذلك، من المحتمل أنهم استخدموا قوارب أصغر يمكنها الإبحار عبر المياه الضحلة، وحول مختلف الشعاب المرجانية، والصخور”.
المصدر: CNN