في مثل هذا اليوم 28 يوليو من عام 2001، استعادت مصر رأس نفرتاري زوجة الفرعون رمسيس الثاني وست لفائف بردي مسروقة إلى مصر بعد أن تم تهريبها إلى بريطانيا خلال التسعينيات من مخزن في سقارة، جنوب القاهرة، ويرجع تاريخ التمثال إلى عام 1300 ق.م، ولهذا نسرد خلال السطور المقبلة قصة مقبرة نفرتاري، التي تعد من أبرز اكتشافات القرن الـ 20.
تعتبر الملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية لفرعون مصر الأشهر الملك رمسيس الثاني العظيم “1290-1224 ق.م”، وأم ستة من أهم أبنائه، وحفر لها زوجها الملك مقبرة رائعة بمنطقة وادي الملوك، من فرط حبه لها، وبلغ من حبه الشديد لزوجته فائقة الجمال أن أنشأ لها معبدا في الصخر الطبيعي في منطقة “أبو سمبل” إلى جوار معبده الكبير.
حملت منطقة وادي الملكات في مصر القديمة أسماء عدة مثل “الوادي العظيم” و”الوادى الجنوبي” و”تا ست نفرو” ويعنى الاسم الأخير “مكان الجمال”، وشاع أكثر من الاثنين السابقين، وأسس في البداية كجبانة مخصصة لدفن نساء الطبقة المالكة من المجتمع المصري القديم في بداية عصر الدولة الحديثة على الشاطئ الغربي لنهر النيل المواجه لمدينة الأحياء في شرق طيبة “الأقصر الحالية”.
ويقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إنه لم تبدأ الحفائر العلمية المنظمة إلا في عام 1903م، بوصول الإيطالي الشهير إرنستو سيكياباريللى “1856-1928م، مدير المتحف المصري في تورينو-وحصوله على التصريح بالتنقيب في الوادي من مصلحة الآثار، فنجح في اكتشاف مقبرة الملكة الفاتنة نفرتاري، جميلة الجميلات.
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، ومنذ العثور على هذه المقبرة الجميلة، اعتبرت واحدة من أجمل المقابر التي أبدعتها مخيلة المصريين القدماء فكرا وأداء، فبلغت الرسوم المصورة على جدرانها وممراتها 520 مترا مربعا من الجمال الساحر، وحين اكتشفها سيكياباريللى في عام 1904م، فتح الباب ليطل العالم على واحدة من أجمل الإبداعات الفنية في العالم عبر تاريخ الفن البشرى الطويل، وعلى واحدة من أجمل المقابر القادمة من مصر الفرعونية ذات الرسوم التي تخلب الأبصار وتسحر العقول بجمال مناظرها وتنوع موضوعاتها ونقاء وصفاء ألوانها.
المصدر: youm7