رغم أن إيوان كسرى “طاق كسرى”، في منطقة المدائن جنوبي بغداد، الذي يعرف أيضاً بمنطقة “سلمان باك” لايزال شاخصاً إلى يومنا هذا منذ أيام الحكم الفارسي للعراق، لكن هيكله يواجه مخاطر السقوط والاندثار، لاسيما بعد سقوط أجزاء منه مؤخراً.
القصر الشهير في “طاق كسرى” الذي يرمز إلى الصحابي سلمان الفارسي المدفون هناك، شُيد في عهد كسرى الأول بعد الحملة العسكرية على البيزنطيين عام 540 للميلاد، ويتكون الموقع من الأجنحة الجدارية والإيوان الذي يصل ارتفاعه إلى 37 متراً، ويتميز بهندسته المعمارية الفريدة والتفاصيل المتشعبة.
وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في إيران علي أصغر مونسان، قال إن “خبراء الاثار الايرانيين يحققون حاليا في صحة الانباء بشأن انهيار جزء من طاق كسرى الاثري، على ان يتم ايفادهم، بعد اعلان النتائج وتوفر الظروف، الى العراق من اجل ترميم هذا الايوان التاريخي”، وفقاً لموقع ارنا.
ويتمتع “طاق كسرى” بموقع استراتيجي مهم وله دور في السياحة الأثرية، والتي تعد ركيزة اقتصادية أساسية لو تم استغلالها في العراق بالشكل الأمثل.
مونسان نوّه الى “أهمية طاق كسرى بالنسبة لإيران”، مؤكداً: “اننا بالتأكيد سنتابع الامر من اجل المشاركة في ترميم هذا المعلم الاثري، كما سبق وان نوّهت لنظرائي بشأن ضرورة الحفاظ على المعالم التراثية التي لا تتعلق بدولة واحدة وانما تعود الى التاريخ والبشرية جمعاء”.
وكان عدد من النشطاء العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي، نشروا مؤخراً صوراً لطاق كسرى الاثري بمنطقة المدائن في بغداد، وقالوا إن جزءاً من هذا البناء التراثي انهار مع بدء العام 2021.
وزير التراث الثقافي الايراني أشار الى المشاكل التي يمر بها العراق اليوم؛ مبيناً أن “تلك الظروف عرقلت اداء هذا البلد في حماية الاثار والمعالم التاريخية”؛ ومتطلعا الى توفر الظروف لإيران من اجل المساهمة في عمليات صيانة وترميم طاق كسرى والحؤول انهيار هذا البناء التاريخي.
وكان “طاق كسرى” قد تعرض في عام 1888 إلى سيل من نهر دجلة، أدى إلى اختفاء أجزاء كثيرة منه.
يذكر ان منطقة المدائن تقع على بعد 30 كم جنوبي العاصمة العراقية بغداد، وتحتضن معالم اثرية قيمة تعود الى حقبة الامبراطورية الساسانية؛ بما في ذلك القصر الساساني المعروف بـ “طاق كسرى”.
وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم، كان قد وجّه بمخاطبة المنظمات المعنية بحماية التراث لاتخاذ إجراءات مشتركة سريعة تنقذ “طاق كسرى” من الانهيار، وتشكيل لجنة للتحقيق بعقد تأهيل الإيوان المبرم مع الشركة التشيكية.
ولعدم تنفيذ أعمال الصيانة بالشكل المطلوب للإيوان وجه وزير الثقافة بتشكيل لجنة للتحقيق بتفاصيل العقد لمعرفة أسباب وصول الحال إلى ما هو عليه الآن، مؤكداً أن “الأهم الآن انقاذ هذا الصرح التاريخي المهم من الانهيار”، وموجهاً بعرض الخيارات المتاحة بالسرعة الممكنة لإسناد الهيكل وحمايته من الانهيار.