دراسة : طعام البشر في نهاية العصر الجليدي ساهم في تدجين الكلاب

قام البشر في إطعام الذئاب بقايا اللحوم الخالية من الدهون خلال فصول الشتاء القاسية الأمر الذي كان له دور في التدجين المبكر للكلاب، وذلك قرب نهاية العصر الجليدي الأخير (منذ 14000 إلى 29000 عام) ، ويأتي هذا التصريح وفقًا لدراسة نشرت في التقارير العلمية 

حيث استخدمت ماريا لاتينن وزملاؤها حسابات بسيطة لمحتوى الطاقة لتقدير مقدار الطاقة التي قد يتركها البشر من لحوم الأنواع التي ربما اصطادوها من 14000 إلى 29000 عام والتي كانت أيضًا أنواعًا نموذجية من فرائس الذئاب ، مثل الخيول والغزلان.

افترض المؤلفون أنه إذا كانت الذئاب والبشر قد اصطادوا نفس الحيوانات خلال فصول الشتاء القاسية، لكان البشر قد قتلوا الذئاب لتقليل المنافسة بدلاً من تدجينها. وقد وجد المؤلفون أن جميع أنواع الفرائس كانت ستوفر بروتينًا أكثر مما يمكن أن يستهلكه البشر، مما أدى إلى زيادة اللحوم الخالية من الدهون التي يمكن إطعامها للذئاب، وبالتالي تقليل المنافسة على الفريسة.

على الرغم من أن البشر ربما اعتمدوا على نظام غذائي قائم على الحيوانات خلال فصول الشتاء التي تقل فيها الأطعمة النباتية، فمن المحتمل أنهم لم يتكيفوا مع نظام غذائي قائم على البروتين بالكامل وربما فضلوا اللحوم الغنية بالدهون والشحوم على اللحوم الخالية من الدهون الغنية بالبروتين .

نظرًا لأن الذئاب يمكنها البقاء على قيد الحياة وفق نظام غذائي قائم على البروتين فقط لعدة أشهر، فمن المرجح أن يكون البشر قد أطعموا الذئاب؛ حيوانات أليفة ذات لحوم خالية من الدهون الزائدة، وهذا ما مكّن التعايش معهم حتى خلال أشهر الشتاء القاسية. وقد يكون إطعام الذئاب اللحوم الزائدة عن حاجتهم قد سهّل التعايش المشترك مع الذئاب المأسورة واستخدام الذئاب الأليفة كأدوات مساعدة للصيد والحراسة وهذا ما سهّل عملية التدجين وتطويرها حتى تدجين الكلاب بالكامل.