تقول الكتب إن طاعون جستنيان في القرن السادس كان يقتل نحو 5 آلاف شخص في العاصمة البيزنطية القسطنطينية كل يوم، ومن المحتمل أن الفئران التي تحمل براغيث موبوءة بالطاعون قد جلبت المرض إلى القسطنطينية على متن السفن التي تستورد الحبوب.
ومن المحتمل أن يكون وباء الطاعون، الذي استمر على مدى ثلاثة قرون، ساهم في سقوط الإمبراطورية الرومانية الشرقية القوية وجعلها عرضة لهجمات الجيوش الإسلامية.
وخلال أربعينيات القرن الرابع عشر، قتل الطاعون الأسود أو الطاعون الدبلى ما يصل إلى 20 مليون شخص، عانى ضحاياه من نفس الأعراض التي وصفها المؤرخ الروماني بروكوبيوس عند كتابته عن الطاعون السابق: الحمى والهذيان والتورمات السوداء الغامضة في الفخذ وتحت الذراعين وخلف الأذنين.
ومع ذلك نجد أن الباحثين لم يتمكنوا منذ فترة طويلة من تحديد نوع الطاعون بشكل واضح، لكن في دراسة جديدة رائدة، استخدم فريق من العلماء الألمان تحليلًا متعمقًا للهياكل العظمية الموجودة في مقبرة ألمانية تعود للقرن السادس لإعادة بناء جينوم العامل الممرض الذي تسبب في طاعون جستنيان، ووجدوا أن الميكروب المسئول عن 50 مليون حالة وفاة في الإمبراطورية البيزنطية هو (Yersinia pestis Y. pestis) ، وهي نفس البكتيريا التي تسببت في الموت الأسود.
تم استخدام سن واحدة من أحد الهياكل العظمية لامرأة يتراوح عمرها بين 25 و30 عامًا – لاستخراج عينة من Y. pestis التي استخدموها لإعادة بناء جينوم المرض، وتوصل البحث إلى أن الموت الأسود لم ينحدر مباشرة من الطاعون السابق، بدلاً من ذلك كان سببه سلالة مختلفة وراثياً من Y. pestis.
كما يؤكد البحث أن طاعون جستنياني وصل إلى أبعد من المنطقة المصابة الموثقة تاريخيًا، ويأمل العلماء أن يقدم عملهم نظرة ثاقبة لتطور وتكيف وتأثير الطاعون ، الذي أثر على البشرية منذ نحو 5000 عام وما زال يفعل ذلك اليوم في بعض المناطق حول العالم.
المصدر: موقع هيستورى.