عادة ما يتم تفسير الجماجم الممدودة، التي تم اكتشافها في النصف الأول من القرن التاسع عشر كطريقة لشرح جماجم غير عادية عثر عليها في أوروبا وأمريكا الجنوبية، في أماكن مثل شبه جزيرة القرم وبيرور.
الفكرة الرئيسية وراء نموذج ربط الرأس هو أن جميع الجماجم الممدودة نتيجة التعديل المتعمد لشكل الجمجمة عن طريق الضغط الخارجي، بعبارة أخرى، جميع الجماجم الممدودة هي مجرد جماجم “طبيعية” مشوهة تشبه تلك الموجودة عند البشر المعاصرين.
أما الدليل الذي يمكن أن يتحدى هذا النموذج فيرجع إلى وجود أجنة ذات جماجم مستطيلة، أي دليل على أن هذه الجماجم لها بالفعل شكل ممدود في الرحم، قبل أن يكون أي ربط للرأس ممكنًا، هل لدينا مثل هذه الأدلة؟ نعم فعلنا! فإن هذا الدليل معروف للمجتمع الأكاديمي منذ أكثر من 163 عامًا.
جادل ريفيرو وتشودي في كتاب الآثار البيروفية، بأن أبطال فرضية تشوه الجمجمة الاصطناعي مخطئون، لأنهم لم يفكروا إلا في جماجم البالغين بمعنى آخر، لا تأخذ الفرضية بعين الاعتبار جماجم الأطفال، والأهم من ذلك الأجنة التى لها شكل جمجمة ممدود مماثل.
كانت جماجم الرضع الطويلة متاحة للباحثين الأوروبيين في وقت مبكر من عام 1838، تم اكتشاف جمجمتين طويلتين للرضع، وتم إحضارهما إلى إنجلترا بواسطة الكابتن بلانكلي وتم تقديمهما إلى متحف ديفون وجمعية التاريخ الطبيعي كورنوال في عام 1838.
قدم الدكتور بيلامي وصفًا تفصيليًا لهذه الجماجم في عام 1842، مما يشير إلى أنهم ينتميان إلى رضيعين – ذكر وأنثى لديهما بضعة أشهر، وأشار إلى اختلافات هيكلية كبيرة عن تلك الموجودة في جماجم الرضع “الطبيعية” وعدم وجود علامات الضغط الاصطناعى، وهذه الأدلة على الجماجم الممدودة الموجودة في الأجنة والأطفال دفعت ريفيرو وتشودي وبيلامي وجريفز وغيرهم إلى فرضية أن هذه الجماجم تنتمي إلى جنس منقرض من الناس، ولكن ذلك ليس صحيحا.
المصدر: موقع ancient-origins