خان العطيشي أهم خانات القوافل في العراق

 يقع الخان في منطقة العطيشي التابعة لناحية الحسينية، إلى الشمال الشرقي من مدينة كربلاء على الطريق القديم الذي يربط بين بغداد وكربلاء وهو واحد من 99 خانا تبدأ من مدينة طوس الإيرانية وتنتهي في مدينة النجف الأشرف عند خان النخيلة الذي تعرض للهدم  ،وتعتبر خانات القوافل من معالم العمارة الإسلامية البارزة في مدينة كربلاء.

استخدمت القباب بشكل نصف كروي تقوم على رقبة اسطوانية

ونظراً لمركز كربلاء الديني، وكذلك لوقوعها على طرق القوافل التجارية وقوافل الحجاج من بعض المدن العراقية وكذلك من إيران وتركيا وآسيا الوسطى ، فقد انتشرت خانات القوافل على الطرق الخارجية الرئيسية للمدينة.  
وفي فترة متأخرة أتخذ هذا الخان مخفراً لشرطة العطيشي، وفي الوقت الحاضر تهدمت وتداعت معظم جدرانه ومرافقه ، خصوصاً الأواوين القائمة في الأبهاء .

إن نظام تخطيط عمارة خان العطيشي يشبه بناء الخانات التي أقيمت خارج المدن في تلك الفترة من الزمن، وهو مستطيل الشكل ، طوله 65متراً وعرضه 51 متر،  ويبلغ ارتفاع جدرانه الخارجية حوالي 5 أمتار، وسمكها متر واحد، وزود الجزء العلوي منها بمزاغل تستخدم للدفاع وحماية الخان من اللصوص، وأركان الخان الخارجية مدعمة بأربعة أبراج كبيرة يبلغ نصف قطر كل منها 4.5 متر، ولهذا الخان مدخل يتوسط الواجهة الجنوبية الغربية.

وهو بارز عن مستوى الجدار ، ويبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار وعرضه يبلغ مترين ، ويعلوه قوس كبير مدبب الشكل.  
تتوسط الخان ساحة داخلية مكشوفة طولها 50 متراً وعرضها 35 متراً وتيحط بها الغرف التي تتقدمها أواوين ذات قياسات مختلفة تعلوها عقود (أقواس) مدببة الشكل ، أما الطريقة المتبعة في عملية تسقيف الغرف والأواوين فهي أستخدام الأقبية المدببة ، وشارع استخدام هذا الطراز من التسقيف في بناء العمائر الدينية والمدنية التي أقيمت في العراق خلال فترة الحكم العثماني للعراق   .

وفيما يتعلق بتقنية الأبراج ، فقد استخدمت القباب بشكل نصف كروي تقوم على رقبة اسطوانية. وأتبع في طريقة البناء رصف بشكل نصف كروي تقوم على رقبة أسطوانية. واتبع في طريقة البناء رصف القباب التي شيدت في وسط وجنوب العراق خلال العصور الإسلامية.
وزينت الواجهة الخارجية للمدخل الرئيسي للخان بالزخارف الآجرية المتشابكة التي تشبه نسيج الحصير .

و يوجد في كربلاء الكثير من المعالم السياحية والأثرية التي يمكن للسيّاح زيارتها والتمتع بها ويقتصر تجوالهم على وسط المدينة حيث توجد العتبات الدينية التي تحظى باهتمام الكثيرين من العراق وخارجه، ومن الممكن أن يسهم تأهيل تلك الأماكن واستحداث مرافق ترفيهية قريبة منها في جعلها مصدراً آخر من مصادر الدخل في المدينة، لا سيما وإن المناطق التي تقع فيها بعض الآثار مثل خان العطيشي وخان الربع تتمتع بمناظر خلاّبة ومحاطة بمساحات خضراء يمكن أن تجذب السيّاح وقريبة من مركز المدينة . ومن الجدير بالذكر ان هذا الصرح التراثي يمر بوضع مأساوي كبير نتيجة الإهمال الواضح لهذا المعلم المهم الذي يحكي تاريخ مدينة كربلاء.

إعداد: الآثاري كرار الرازقي – مسؤول فريق إنقاذ آثار وتراث المثنى التطوعي

الآثاري أو (TheArchaeologist.news) عبارة عن منصة رقمية غير ربحية على الإنترنت مخصصة لأخبار التراث، الثقافة، الفن والآثار. تهدف إلى جمع علماء الآثار حول العالم المهتمين بالتراث الثقافي والمواقع الأثرية في الشرق الأوسط. تهدف منصتنا لخلق روابط بين المبادرات المحلية والنشطاء الذين يعملون على حماية التراث الثقافي في المنطقة والأشخاص في المجالات ذات الصلة بعلم الآثار.

شاهد أيضاً

إكتشاف أثري قديم في شمال غرب تركيا يصور حرباً بين الإغريق والفرس

استطاع علماء الآثار في شمال غرب تركيا في داسكيليون القديمة أن يكتشفوا نقوشاً تصور حرباً بين الإغريق والفرس في القرن الخامس قبل الميلاد.