مسرح الملكة مارى أنطوانيت زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر، رغم عدم إقامة أي أنشطة عليه إلا نادرًا، يتم ترميمه وتجديده بشكل مستمر، ويقول كبير أمناء التراث في قصر فرساي رافائيل ماسون، إن هذه الجوهرة التراثية المخبأة فى حدائق بوتى تريانون والتي تعتبر المكان السري لمارى أنطوانيت، “تشبه الجمال النائم”.
على خشبة هذه القاعة، وقفت الملكة الشغوفة بالموسيقى والمسرح للمرة الأخيرة فى صيف عام 1785، لتؤدى دور روزين في “حلاّق إشبيلية” أمام ناظري مؤلفها الفرنسي بيار أوجوستان كارون دو بومارشيه، وهذا المسرح الذي بناه مهندس مارى أنطوانيت ريشار ميك، وهو الوحيد في فرنسا الذي استمر في استخدام معدات القرن الثامن عشر المسرحية، لم تمسه الثورة الفرنسية عام 1789 لأنها كانت ترى أنه غير ذي قيمة، ولم يستخدم إلا قليلاً جداً في 240 عاماً من الوجود.
ووصف ماسون هذا المسرح بأنه “معجزة حفظ”، مشيراً إلى أن “هوساً حقيقياً بالمسرح كان موجوداً في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وكان كل متمول كبير وكل أمير يقيم بالتالي مسرحاً في منزله، لكن كل هذه المسارح تقريباً اختفت”.
ففي القاعة التي كانت تستوعب في زمن مارى أنطوانيت ما يصل إلى 250 متفرجاً، ثلاثة ديكورات مسرحية، أحدها تصميم داخلي ريفي، حسب ما ذكر ناقلا عن وكالة الأنباء الألمانية، والثاني يمثل غابة، والثالث معبد الإلهة الرومانية مينيرفا، وهو أقدم ديكور مسرحي كامل في العالم إذ يعود إلى العام 1754.
واعتبر “ماسون”، أن الديكور الأخير يشكل شهادة فريدة على براعة مصممي الديكور في القرن الثامن عشر، مشبهاً إياه بـ”موناليزا هذا المسرح”، ونظرًا إلى هشاشة وضعه، كان لا بد من مشروع لإنتاج نسخة منه تظهر معالمه الأصلية.
تعود هذه الديكورات إلى القرن التاسع عشر ولكنها تعمل تماماً، وفقاً للمبدأ الذي كان سائداً في مسرح القرن الثامن عشر، إذ يجرى تغيير المشهد المسرحي أمام عيون المتفرجين، فيما الستارة مرفوعة، لا يمكن إقامة أنشطة بشكل منتظم في القاعة، لكننا ننتظر انتهاء الأزمة الصحية لكي نتيح للجمهور الاطلاع عليها.