من اغرب الاكتشافات التي يواجهها علماء الآثار هو أسبقية بعض الحضارات لتأسيس بعض العلوم، ومن المكتشفات الرائعة وذائعة الصيت هو اكتشاف ما يعرف اليوم ببطارية بغداد أو البطارية البابلية.
توصل بعض الخبراء الذين درسوا إلى زعم مفاده أن الجهاز يحتاج فقط إلى تعبئة حمضية أو قلوية لتوليد تيار كهربائي
وتؤرخ إلى ما بين 248 و 226 قبل الميلاد (هناك من العلماء من يشكك بدقة التاريخ)
لفت إليها الانتباه المنقب (وليم كوينك) النمساوي الأصل والذي كان يعمل مع البعثة الألمانية إلى أن تدرج في العمل وأصبح مديرا للمتحف العراقي ومن ثم قاد أحدى بعثات التنقيب الآثاري في أحدى المواقع الأثرية الواقعة إلى الشرق من مدينة بغداد وهي مستوطنة فرثيه معروفة باسم خوجة رابو عام 1935 حيث عثر على هذا الاكتشاف والتي سماها بالبطارية بسبب مكوناتها ونشر حولها ورقة علمية.
البطارية مكونة من جرة فخارية بارتفاع 13 سم شبه كاملة متوسطة الحجم ذات بدن مخروطي والقاعدة دائرية مستوية والرقبة وفوهتها مفقودة بسبب الاستعمال على الأرجح، تحتوي في وسطها على حاوية أسطوانية من النحاس المغلف بالرصاص و يخترقها من المركز قضيب حديدي مثبت من الأعلى بسدادة حديدية مثبتة بالقير ويوجد على ظاهر وباطن الحاوية النحاسية آثار التآكل والصدأ التي تدل على المحلول الحامضي التي كانت تحتويه آنذاك وتمت تجربة ما يشبه هذا التكوين مختبريا فكانت النتيجة أن ولدت 1.2 فولت.
توصل بعض الخبراء الذين درسوا إلى زعم مفاده أن الجهاز يحتاج فقط إلى تعبئة حمضية أو قلوية لتوليد تيار كهربائي. ويعتقد أن هذه البطارية القديمة ربما تم استخدامها في طلاء الذهب.
وإذا كانت النظرية صحيحة، فإنها سترجع التاريخ المعروف لاكتشاف البطارية (على يد العالم ألساندرو فولتا 1800 وهي خلية كهروكيميائية) لأكثر من ألفي سنة قبله. فيما جادل آخرون أن التصميم غير قابل لإصدار أي جهد كهربائي.