جرت العادة أن يقدم الرجل لعروسه مهرا سواء كان مالا أو هدية عينية وغيره قبل الزواج، لكن الغريب هو ما كشفت عنه بردية فريدة في المتحف المصري بالتحرير، مكتوبة بالخط الهيروطيقي.
ورصدت البردية حدثا فريدا من نوعه، لامرأة منحت زوجها مهرا، تمثل في “ثلث منزل” ورثته عن والدها، ووقع على الوثيقة 7 شهود.
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور الحسين عبد البصير مدير الآثار في مكتبة الإسكندرية، إنه لم يكن من المعتاد لدى مصر الفرعونية أن تعطي المرأة مهرا لزوجها، والوثائق التي شهدناها، ورد بها مقدار ما كانت تحصل عليه السيدات من مهر ومؤخر حال الطلاق، وإرث حال وفاة الزوج، ما يشير إلى أن البردية هذه فريدة من نوعها ونادرة.
من جهته، صرح مجدي شاكر كبير الأثريين في وزارة الآثار، بأن أغلب الوثائق الخاصة بالزواج في مصر القديمة، ذكرت أن الزوج كان يدفع لزوجته بمناسبة الزواج قدر من المال يمكن أن نطلق عليه لفظ “مهر”، وهو عبارة عن مبلغ قليل من المال أو منقول قليل القيمة يدفع وقت الخطبة.
وأفاد شاكر بأن إحدى البرديات التي تعتبر وثيقة زواج كتلك المتعارف عليها في وقتنا الحالي، جاء فيها: “في هذا اليوم، دخل الكاهن منزل والد العروسة ليحرر عقد زواجه من المرأة، خانة اسم العروس، وقرر أن قائمة الأشياء التي سيعطيها إياها مهرا، هي دبنان من الفضة و50 مكيالا من الحنطة، وقال “أقسم بآمون وفرعون إنني إذا طلقت أختي ملكي وكنت السبب في الإضرار بها لأني طلقتها أو تزوجت بامرأة أخرى عليها، إلا في حالة الخطيئة من جانبها، فإني أعطيها الدبنين والمكاييل الـ50 من الحنطة المذكورة أعلاه، وكذا كل ما سأحصل عليه معها من ريع، ويصبح ما يؤول إليّ من أملاك أبي وأمي لأولادي منها”.
وتابع شاكر: “ظل الوضع على تلك الشاكلة حتى العصر اليوناني الروماني، الذي اختلفت فيه كثير من العادات والتقاليد المصرية، ومنها المهر، حيث يمكن للمرأة أن تمهر زوجها في حالات قليلة كالتي رصدتها البردية المعروضة في المتحف المصري بالتحرير، بمهر سيدة لزوجها بثلث المنزل”.
المصدر: صحيفة “الوطن” المصرية