ألقت دراسة حديثة في جامعة “كوبنهاجن” الألمانية على “بردية” تعود لـ مصر القديمة يرجع تاريخها إلى 3500 سنة نظرة جديدة على تقنيات التحنيط المصرية، ويفصّل النص الطبي القديم إجراءً لم يتم تحديده من قبل ويكشف عن عملية لف وجه ميت بضمادات مبللة فى مرهم لتقليل التورم، حسبما ذكر موقع ancient-origins
والمعروف أن قدماء المصريين حققوا شهرة كبيرة بفن التحنيط، وكانوا يعتقدون أن الشكل المادي كان جزءًا من الروح البشرية، لذا فإن الحفاظ على الجسد المادي كان ضروريًا للاستمتاع بالحياة الآخرة.
يقول الموقع، إنه مع ذلك، وعلى الرغم من الحجم الهائل الذي قام به المصريون بتحنيط موتاهم، فإن العملية والتقنيات المستخدمة لا تزال غير مفهومة تمامًا.
ويأتي الكثير مما نعرفه عن صناعة المومياء في مصر القديمة من روايات كتبها المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، الذي قام بتأريخ الخطوات التي اتخذها قدماء المصريين في تحضير وحفظ الجثث، حيث كان المحنطون يزيلون أعضاء الفرد الميت – بما في ذلك الدماغ، والتي سيتم استخراجها من خلال الأنف، بعد ذلك، يقومون بتعقيم الصدر وتجويف البطن، قبل وضع الجسم في سائل مالح يحتوى على خليط من رماد الصودا وبيكربونات الصوديوم، وهذا من شأنه أن يستنزف سوائل الجسم ويمنع الجسم من التعفن، وأخيرًا، كانوا يلفون الجسد بشرائط من الكتان ويدفنونه.
واستنادًا إلى دليل تم اكتشافه مؤخرًا في بردية طبية عمرها 3500 عام، وترجمه باحثون من جامعة كوبنهاجن، تم اكتشاف المزيد من التفاصيل حول عملية التحنيط المعقدة المستخدمة في تحضير الموتى للحياة الآخرة، وعلى وجه الخصوص، وجه الشخص المتوفى وجه، ويعتقدون أنها أقدم دليل باقٍ عن التحنيط تم اكتشافه حتى الآن، وهو يسبق المثالين الآخرين الوحيدين لتحنيط النصوص بأكثر من ألف عام.
وتحتوى المخطوطة التي يبلغ طولها ستة أمتار، والتي تحمل اسم بردية لوفر-كارلسبرج ويرجع تاريخها إلى حوالي 1450 قبل الميلاد، على إرشادات لتذكير المحنط بالخطوات والعمليات التي يجب أن يتخذها أثناء إجراء عملية التحنيط.
وكتبت عالمة المصريات صوفي شيت، التي ترجمت البردية: “يُقرأ النص كأداة مساعدة للذاكرة، لذلك يجب أن يكون القراء المستهدفون متخصصين ويحتاجون إلى تذكيرهم بهذه التفاصيل، مثل الوصفات غير الواضحة واستخدامات أنواع مختلفة من الضمادات”.
وتضيف صوفي شيت “إحدى المعلومات الجديدة المثيرة التي يزودنا بها النص تتعلق بإجراءات تحنيط وجه المتوفى”، حيث نحصل على قائمة مكونات علاج تتكون بشكل كبير من مواد عطرية نباتية ومواد رابطة يتم مزجها، حيث يقوم المحنطون بتغطية قطعة من الكتان الأحمر، ثم يتم وضع الكتان الأحمر على وجه المتوفى من أجل تغليفه في شرنقة واقية من مادة عطرية ومضادة للبكتيريا، وتتكرر هذه العملية على مدى أربعة أيام.
وفقًا لجامعة كوبنهاجن، تكمن أهمية بردية اللوفر وكارلسبرج في تفصيل عملية التحنيط في الخطوط العريضة للعملية التي يتم تقسيمها إلى فترات من أربعة، حيث يعمل المحنطون بنشاط على المومياء كل أربعة أيام.
و”تم الاحتفال بهذه الأيام في موكب طقسي للمومياء، احتفالًا بالتقدم المحرز في استعادة السلامة الجسدية للمتوفى، بلغ 17 موكبًا على مدار فترة التحنيط”، وفقًا لما ذكرته شيت.