تُعتبر عمليات نهب الآثار واحدة من أسوأ أعمال التخريب الثقافي في العصور الحديثة، كما تعتبر الحرب سبب رئيسي للنهب الذي يتعرض له الإرث الثقافي لا سيما في الوطن العربي، حيث بات اتساع حجم السوق جزءاً من مشكلة وقف التجارة العالمية غير المشروعة في الآثار المسروقة، ففي أواخر عام 2017 أظهر تحقيق أجرته صحيفة وول ستريت جورنال تقييماً واقعياً بأن ما يزيد على مئة ألف قطعة أثرية تُعرض للبيع على الإنترنت يومياً، كما تستغل السوق السوداء للآثار منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة للوصول إلى المشترين بطريقة لم يكن سارقو الآثار يتصورونها من قبل، كما كان هناك زيادة كبيرة في الآثار القديمة المستحدثة في سوريا وليبيا والعراق المتاحة على الإنترنت منذ اندلاع الحروب فيهم، لا سيما ما تم عرضه مؤخراُ في متحف اللوفر.
وفي حلقة خاصة من سلسلة “بودكاست المنارة “دعا من خلالها الفنان التشكيلي والمصور ” والتر كوستا” الآثاري والباحث ” خالد حياتله ” وهو عضو في مشروع ” آثار” للحديث عن كيفية الطلب على القطع الأثرية في شمال الكرة الأرضية بتغذية إمدادات غير قانونية من الآثار المنهوبة، وسرقة وتدمير التراث الثقافي لجنوب الكرة الأرضية وكيف أن السُبل الدولية لم تفي بالغرض لتجفيف هذه الطرق الغير مشروعة، وهذا الاستيلاء الاستعماري للثقافة المادية لم ينته وذلك بسبب استخدام موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كمنصة هامة لتداول هذا الإتجار.
وضحَ الباحث ” حياتلة ” وبصفته عضواً في مشروع آثار”https://atharproject.org/” والذي يعتبر مبادرة بحثية مكرسة لرصد مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي حيث يلتقي لصوص الآثار من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وينخرطون في أعمال غير مشروعة مع تجار وجامعين الآثار المنهوبة، وتعتبر الصور الفوتوغرافية المستخدمة لعرض وبيع القطع الأثرية على الفيس بوك دليل مرئياً أساسياً يدين المجموعات المسلحة في البلدان التي تدور فيها رحى الحرب والتي وجدت مصدر دخل كبير من خلال الإتجار بالآثار عن طريق الانترنت في حين أن أبناء مناطق الحروب يكافحون من أجل البقاء وسط معاناة الفقر وويلات الحرب، علماً أن مصير الثقافة المادية مرتبط ارتباطاً وثيقاً مع مصيرهم إلا أن الحروب ما زالت تدور في بلدانهم ولا سلاماً يلوح بالأفق.
المزيد من تفاصيل اللقاء على رابط الحلقة على اليوتيوب Lighthouse Podcast Episode 9: Walter Costa & Khaled Hiatlih (English) – YouTube