كشفت البعثة الأثرية (السورية – الفرنسية) المشتركة، للتنقيب عن الآثار في الشمال السوري، بإدارة الدكتور مأمون عبد الكريم، عن 700 قرية أثرية من العصر الروماني والبيزنطي تعرضت للتخريب في سوريا من ضمنها نحو 40 محمية، تعتبر من أفضل المحميات على قائمة التراث العالمي في العام 2011.
عملية بيع الآثار في المنطقة أصبحت شيئاً مألوفاً أمام تقاعس دولي من الإنتربول والمنظمات الدولية كاليونيسكو
وصرح “عبد الكريم” عبر أثير إذاعة سورية محلية قائلاً إن “المواقع الأثرية استبيحت بطريقة غير طبيعية”، و أشار ايضاً “هناك عدة آلاف من النقاط السوداء أظهرتها الصور الفضائية الملتقطة حديثاً في الشمال السوري، تظهر حجم التخريب الذي تعرضت له الآثار السورية.
وأوضح أن الصور الفضائية الملتقطة حديثاً في آب 2020 تظهر “الكثير من الخسائر، وليس فقط على مستوى تهريب الآثار التي هرّب منها 20 ألف قطعة أثرية عبر تركيا”، مشيراً إلى أنَّ “هذا التدمير لم يحصل مثله في تاريخ سوريا”.
وعلق مدير البعثة المشتركة أن موقع بطوطة في منطقة النبي سمعان، والذي يضم مباني وكنيسة من الآثار السورية في العهد الروماني والبيزنطي، وهو مسجل على لوائح التراث العالمي، قد أزيل عن الخارطة، حيث كسرت جميع المباني والآثار، وزُرع الموقع بأشجار الزيتون.
كما أزيلت كنيسة الحصن بالكامل، التي تعد من أكبر الكنائس والآثار في موقع البارة بجبل الزاوية، وزرعت أشجار الزيتون مكانها، موضحاً أنه “يتم تكسير الحجارة وإزالة المباني الأثرية وانتشار للمقالع بطريقة عشوائية”.
وفي موقع الشيخ سلمان، أشار الدكتورعبد الكريم إلى أنه “تم تدمير موقع برج الناسك، كما تم تدمير ما حول كنيسة مريم، التي تعد من أعظم وأجمل كنائس القرن الخامس عشر، وتضعضعت أساساتها، وما حولها مهدد بالمقالع وانتشار التفجير بالديناميت وغيره”.
وأضاف أن “عمود قلعة سمعان تم تدميره”، مشيراً إلى أنَّ “هناك نسبة جيدة من المواقع ما تزال بخير، ولكن ما هو الضامن ألا يكون مصيرها كمصير غيرها في حال استمر الوضع على ما هو عليه، فخلال سنة أو سنتين ستكون هناك فاجعة في جبل سمعان وبراد وقبتان الجبل”.
وأكد عبد الكريم على التقاعس بمجال حماية الآثار السورية، مؤكداً أن “عملية بيع الآثار في المنطقة أصبحت شيئاً مألوفاً أمام تقاعس دولي من الإنتربول والمنظمات الدولية كاليونيسكو”.
وأضاف أن “جميع الإحصاءات والدراسات تقدم لأصحاب القرار الدوليين ولكن لا يتحركون”، مؤكداً على أن “المشهد الأثري الذي تم على أساسه إدراج 8 محميات تضم 40 قرية على لائحة التراث العالمي في العام 2011 في حلب وإدلب وريفهما تتعرض إلى اهتزاز وتدمير وتكسير بشكل ممنهج”.