هلع في جزيرة المتاحف في برلين والغموض يكسو الاعتداءات التخريبية

تعرضت عشرات التحف والأعمال الفنية في أشهر متاحف برلين للتخريب على يد أناس مجهولين، وقد تحفظت السلطات الألمانيا على هذا التخريب لما يقارب الأسبوعين.

في تصريح أولي قال المحققون إنهم لم يتعرفوا على أي دافع محتمل

و خلال مؤتمر صحفي صرحت “كرستينا هاك” نائبة مدير متاحف ولاية برلين لصحافيين موضحة أن التخريب حدث من خلال رش سائل زيتي خلّف بقعاً مرئية على ما يقارب 70 قطعة كمجموع كلي منها 16 من المنحوتات الحجرية والتوابيت المصرية بالإضافة إلى إطارات اللوحات القيمة التي تعود إلى القرن التاسع عشر في ثلاث مؤسسات في جزيرة المتاحف المدرجة على قائمة اليونسكو بالعاصمة الألمانية.

المصدر – ستيفاني لوس وكالة الصحافة الفرنسية

ووصفت وسائل الإعلام الوطنية هذا التخريب بأنه، “أحد أكبر الهجمات على الفن والآثار في تاريخ ألمانيا بعد الحرب”.

بدروه مكتب التحقيقات الجنائية بولاية (LKA) المسؤول عن التحقيق في أخطر الجرائم صرح بأنه فتح تحقيقاً بشأن الأضرار التي لحقت بالأعمال الفنية والتحف المعروضة في المتاحف.

تعتقد الشرطة أن التخريب حدث في 3 أكتوبر/ تشرين الأول، التاريخ الذي يتزامن مع العطلة الوطنية الرسمية ليوم الوحدة الألمانية، وذلك خلال ساعات العمل في متحف بيرغامون ونيويس وآلتي الوطني ومواقع أخرى، وقد أبلغت موظفة المتحف المسؤولين عن الأضرار التي لحقت بالقطع، وبدروهم المسؤولين أبلغوا ” LKA” بعد يومين من وقوع الحادثة.

المصدر – ستيفاني لوس وكالة الصحافة الفرنسية

وقد صرح “كارستن بفول” رئيس القسم الجنائي في LKA عبر مؤتمر صحفي أن القضية لم تُعلن في البداية لحماية التحقيق وبعيدا عن “الاعتبار” لأصحاب الأعمال المعارة.

وأضاف قائلاً أن هناك حوالي 3000 شخص زاروا المتاحف في ذلك اليوم وأن المشاهدة الأولية للكاميرا الأمنية لم تكشف عن أي مشتبه بهم.

المصدر – ستيفاني لوس وكالة الصحافة الفرنسية

وأعربت وزيرة الثقافة الألمانية “مونيكا جروترز” عن صدمتها إزاء أعمال التخريب قائلة: “بخلاف الأضرار التي لحقت بالممتلكات، تُظهر مثل هذه الهجمات ازدراء عميقاً للأعمال الفنية والإنجازات الثقافية ككل”.

وقالت مديرة المجموعة المصرية “فريدريك سيفريد” إن أعمال الترميم ستكون “واسعة النطاق” ومعقدة لأن السائل الزيتي عديم اللون يلوث العديد من أنواع المواد المختلفة ولا يمكن محوه بالنفط فقط، ووصفت الهجوم بأنه “تجربة مؤلمة لم نكن نتوقعها” وأضافت بأنه تم إجراء جرد كامل لمجموعات القطع المتضررة في المتاحف، ولكن لا يمكن تقدير إجمالي الأضرار إلا عند اكتمال أعمال الترميم.

المصدر – ستيفاني لوس وكالة الصحافة الفرنسية

وفي تصريح أولي قال المحققون إنهم لم يتعرفوا على أي دافع محتمل.

وقد أشار مقال مشترك نشرته صحيفة دي تسايت الأسبوعية والإذاعة العامة دويتشلاند فونك

التي أذاعت خبر الاعتداء لأول مرة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الفائت، وأشارت إلى أن الناشطة ” أتيلا هيلدمان” التي انتقدت الإجراءات الحكومية لاحتواء الفيروس التاجي كوفيد 19، نشرت في أغسطس وسبتمبر نظريات مؤامرة غريبة حول جزيرة المتاحف.

المصدر – ستيفاني لوس وكالة الصحافة الفرنسية

ولكن  “كارستن بفول” رئيس القسم الجنائي في LKA  قال أن الشرطة “لن تشارك في مثل هذه التكهنات” حول صلة محتملة بهيلدمان وأن التحقيق يتابع إجراءاته.

وقالت صحيفة تاجشبيجل في برلين إن الشرطة اتصلت بزوار المتحف الذين حجزوا تذاكر ليوم 3 أكتوبر / تشرين الأول لطلب المساعدة في التحقيق.

المصدر – ستيفاني لوس وكالة الصحافة الفرنسية

الجدير بالذكر أن جزيرة المتاحف في برلين، تجذب حوالي ثلاثة ملايين زائر كل عام وتعد أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتعتبر موطنًا للقطع الأثرية الثمينة بما في ذلك تمثال نصفي أسطوري للملكة المصرية نفرتيتي وبوابة عشتار في بابل.

الآثاري أو (TheArchaeologist.news) عبارة عن منصة رقمية غير ربحية على الإنترنت مخصصة لأخبار التراث، الثقافة، الفن والآثار. تهدف إلى جمع علماء الآثار حول العالم المهتمين بالتراث الثقافي والمواقع الأثرية في الشرق الأوسط. تهدف منصتنا لخلق روابط بين المبادرات المحلية والنشطاء الذين يعملون على حماية التراث الثقافي في المنطقة والأشخاص في المجالات ذات الصلة بعلم الآثار.

شاهد أيضاً

إكتشاف أثري قديم في شمال غرب تركيا يصور حرباً بين الإغريق والفرس

استطاع علماء الآثار في شمال غرب تركيا في داسكيليون القديمة أن يكتشفوا نقوشاً تصور حرباً بين الإغريق والفرس في القرن الخامس قبل الميلاد.