أظهرت الدراسات أن إنسان نياندرتال قد غزا سيبيريا الباردة مرتين، منذ حوالي 120.000 و 60.000 سنة، وقد استخدم في غزواته أداة متعددة الأغراض تُظهر مهارات هؤلاء البشر الأوائل المنقرضين وقد أكتشف العلماء أيضاً العديد من الأدوات التي استخدمها البشر الأوائل عندما استقروا في جبال ألتاي.
كانت الأدوات الأوروبية مصنوعة من الصوان، ومن العقيق الأبيض واليشب
صرحت البروفيسورة “كسينيا كولوبوفا”، من معهد علم الآثار والإثنوغرافيا في نوفوسيبيرسك، أن الأداة تم اكتشافها من بين 90.000 قطعة أثرية حجرية في كهف تشغيرسكايا والتي أطلق عليها العلماء اسم “المشقوقة غير المتماثلة المدعومة” واستخدمها الإنسان القديم هي بمثابة السكين الشهيرة التي يستخدمها الجيش السويسري الحديث.
حيث قالت “كولوبوفا” وهي تحمل الأداة الحجرية المصنوعة من الكالسيدونيت: “هذا الشيء بالنسبة لإنسان نياندرتال كان بمثابة سكين الجيش السويسري بالنسبة لنا الآن”.
من الملفت للنظر أن العلماء أثبت أن هذه السكين لا تزال صالحة للاستخدام وذلك بعد مرور 60 ألف عام.
فبعد أن تم تجريب هذه السكين القديمة تبين بأنه حتى الجزار يستطيع أن يستخدمها لأكثر من ساعة متواصلة.
حيث قام العلماء بشحذ هذه الأداة و تبين بأنها متعددة الوظائف و يمكن استخدامها لتقطيع اللحوم أو حلاقة الشعر من على الجلد أو استخدامها لصناعة أدوات أخرى، مما يدل على قوة هذه الأداة.
يُظهر تحليل الأدوات الحجرية من كهف تشغيرسكايا في جبال ألتاي أوجه تشابه مذهلة مع الأدوات الحجرية التي تم العثور عليها في المغارات الألمانية.
حيث قالت كولوبوفا : “إذا وضعنا شقوقنا بجانب الأوروبيين، فلن نرى أي اختلافات، باستثناء المواد الخام”.
كانت الأدوات الأوروبية مصنوعة من الصوان، ومن العقيق الأبيض واليشب “أي أنهم جلبوا تقليد صنع أدواتهم عبر عدة آلاف من الكيلومترات “.
ويقول علماء الآثار إن إنسان نياندرتال في غزواتهم لسيبيريا قتلوا وأكلوا البيسون للبقاء على قيد الحياة.
وقالت البروفيسورة إن الاكتشافات المرتبطة بهؤلاء البشر القدماء تظهر أن “القدرات المعرفية للنياندرتال كانت أوسع مما كان يعتقد سابقًا”.