أعلنت بعثة المتحف الوطني التشيكي التي تقوم بحفريات في السودان، والهيئة العامة للمتاحف والآثار السودانية، مجتمعين عن اكتشاف
مذبح مزخرف من الأعلى والجوانب الأربعة، وقاعدتين لتمثالين لـ”قدس الأقداس”، تنتمي لمعبد الآلهة “إيزيس”، وتمثالين صغيرين للإله الأسد “أبا دماك” على قاعدة مزخرفة تعود إلى القرن الأول الميلادي.
ومنطقة “ود بانقا” الأثرية التي تقع في ولاية نهر النيل، بشمال السودان، منطقة آثار تعود لفترة الدولة الكوشية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد عن الخرطوم نحو 127 كيلومتراً، ويضم الموقع بقايا مملكة مروي، وقصر من الطابوق، شارك في تشييده عدد من ملوك وملكات مروي.
ومن جانبه، قال، حاتم النور محمد، مدير الهيئة العامة للمتاحف والآثار السودانية إن الاكتشاف الذي الكشف عنه بالتعاون مع البعثة التشيكية التي تعمل في المنطقة “يمثل تطوراً مهماً في تاريخ الاكتشافات الأثرية بموقع ود بانقا”.
وبحسب الباحث في الآثار، وليد أبوزيد، فإن منطقة ود بانقا الحالية، كانت مركزاً تجارياً وإدارياً كبيراً طوال ثلاثة قرون من عمر مملكة كوش وحاضرتها كانت مدينة مروي، وكان يقيم بها بشكل دائم الملك والملكة.
وتابع: “وجدت آثار لقواعد قصر يعود للملك نتكماني، وزوجته الملكة آمون توري، وهما الثنائي الملكي الأكثر شهرة، الذين حكموا خلال الفترة بين 24 قبل الميلاد إلى 12 ميلادية”، مشيراً إلى أنه “من الطبيعي العثور على آثار كوشية في المنطقة التي ما زالت عمليات التنقيب الآثاري تجري فيها، من قبل بعثات علمية عالمية وسودانية”.
ويقول خبراء آثار إن الاكتشافات أثبتت أن مملكة مروي هي الأصل، وعاصمتها الدينية مدينة “نبته”، وليس بحسب الرائج بأنها نشأت في 350 ميلادية، وهذا الكشف يعيد اكتشاف الحضارة المروية، ما يستدعي عمليات تنقيب موسعة في المدينة الملكية، لتصحيح المعلومات التاريخية.
وبدوره يقول خبير الآثار والسياحة المعز ماهر، إن أي اكتشاف آثاري جديد، يضيف للتاريخ الثقافي السوداني، والمعرفة حول مملكة مروي، ويفتح الباب لقراءات جديدة للتاريخ، بما في ذلك تصحيح المعلومات التي كانت غائبة عن الباحثين، ويضيف: “الاكتشافات الأثرية الجديدة، تمثل نقطة جذب سياحي يدعم الاقتصاد الوطني، ويشكل إضافة لثراء البلاد الثقافي”.
من جهته، يؤكد الخبير الآثاري ورئيس البعثة الآثارية التشيكية في السودان، بافل دان داركا، أن المنطقة ذاخرة بالآثار، وأن جهود الآثاريين المستمرة ستثمر المزيد من الكشوفات خلال الفترة القادمة.
المصدر : الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان