بدأت وزارة السياحة والآثار في أعمال التجهيزات الخاصة بنقل مركب خوفو الأولى، التي تعد من أهم اكتشافات القرن العشرين، والتي أحدثت ضجة كبيرة في مختلف دول العالم، لما تحمله من قيمة أثرية وتراثية متميزة لتاريخ وحضارة عريقة مثل الحضارة المصرية القديمة، لتصبح ضمن السيناريو الخاص بالعرض المتحفي في المتحف المصري الكبير.
وتمت أعمال تغليف المركب بأحدث الطرق العلمية المعترف بها دوليًا حفاظًا على سلامة المركب خلال أعمال النقل، التي ستتم خلال وقت قريب.
وأعمال نقل المركب هي فكرة اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة به، وكانت الأسباب التي جعلته يفكر في نقل مركب خوفو الأول من مكانه الحالى إلى المتحف الكبير، أن المبنى الذى يعرض به المركب حاليا، والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد عن ربع قرن ساعد وبشكل ملحوظ على القضاء على الضلع الجنوبى لأهم أثر فى العالم وهو الهرم الأكبر، الأمر الذى عمل بشكل واضح على التشويه البصري للمنطقة الأثرية، وكذلك وجود المركب في مبنى يفتقر إلى أسلوب عرض متميز وغير مؤهل لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح اللواء عاطف مفتاح أنه من أهم أولوياته خلال أعمال النقل هو كيفية تأمين المركب بشكل علمي سليم، بعد أعمال التغليف والنقل، موضحا أنه تم تحديد أسلوب وأماكن الفك وإعادة التركيب، وأن أهم مرحلة من مراحل النقل بالنسبة إليه هي المحافظة والتحكم في درجتى الحرارة والرطوبة وشدة الإضاءة طوال فترة العمل حتى لا يتأثر المركب.
وأشار اللواء عاطف مفتاح إلى أنه قام بوضع التصميم الهندسى الجديد للمبنى الذى سيعرض فيه مركب الملك خوفو الأولى والثانية، وذلك بأسلوب يعتمد على مراعاة الدقة والأسلوب العلمي المتميز في العرض المتحفى.
وفيما يتعلق بالمركب الثاني لخوفو أوضح اللواء عاطف مفتاح أن مراحل العمل تسير بشكل علمي سليم طبقا للجدول الزمني، حيث نجح فريق العمل المصرى الياباني في استخراج أكثر من 1200 قطعة خشبية من الحفرة من إجمالى متوقع 1260 قطعة خشبية وتم إجراء أعمال الترميم الأولى لعدد 1030 وتم نقل 834 قطعة خشبية إلى المتخف الكبير.
فريق العمل الياباني المصري يستخدم تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد في توثيق القطع الخشبية لمركب خوفو الثانية، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الترميم الأولى لها وتعبر هذه التقنية من أفضل الطرق المستخدمة فى أعمال التوثيق، حيث تعطى تفاصيل غاية فى الدقة والوضوح ومن خلالها يمكن رؤية القطعة من جميع الاتجاهات هذا ومن المقرر تصوير حميع القطع تمهيدا لتجميع أجزاء المركب على أجهزة الحاسب الآلى قبل البد في تجميعها على الواقع والطبيعة، وبذلك يتم التلاشى إلى أخطاء عند التجميع.
ويعود تاريخ اكتشاف المركب إلى 26 مايو عام 1954م، عندما أعلن المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف يعد من أهم الاكتشافات الفريدة من آثار الملك خوفو وهو اكتشاف حفرتين لمراكب الملك خوفو والتي سميت بمركب الشمس والتي عثر عليها فى الجهة الجنوبية للهرم الأكبر، وعمل كمال الملاخ وأحمد يوسف على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأولي والتي خرجت إلى النور بعد أن مكثت فى باطن الأرض مايقرب من 5000 سنة، والتي تعرف بمركب الشمس وتعرض حاليا في المتحف الخاص بها الذي افتتح عام 1982م.
المصدر: وزارة السياحة و الآثار المصرية