الإتفاق لإعادة رخاميات إلغن إلى اليونان بات في مراحله الأخيرة

اقتربت اليونان وبريطانيا من التوصل إلى اتفاقية لإعادة منحوتات البارثينون (والمعروفة ببريطانيا أيضا باسم رخاميات إلغن) إلى اليونان، وفقا لصحيفة يونانية.
وقالت صحيفة “Nea” إن مدير المتحف البريطاني جورج أوزبورن، وزير الخزانة السابق، أجرى محادثات سرية مع رئيس الوزراء اليوناني.
وظلت اليونان تطالب باستعادة التماثيل المذكورة على مدى عقود.
وقال المتحف البريطاني إنه “مستعد للتحدث إلى أي جهة، بما في ذلك الحكومة اليونانية” من أجل التوصل إلى شراكة حول هذا الموضوع.
ويرى الكثيرون أن منحوتات البارثينون هي من بين أهم الأعمال الفنية التي يجري الجدل بشأن إعادتها إلى بلدانها الأصلية.
وكانت المنحوتات قد نقلت من معبد البارثينون في أثينا في القرن التاسع عشر على يد الدبلوماسي والعسكري البريطاني لورد إلغن، وقد أحضرتها الحكومة البريطانية إلى بريطانيا ووضعتها في المتحف البريطاني عام 1816.
وكانت التماثيل الرخامية ضمن تماثيل زينت المعبد الذي يعود إلى 2500 عام، وكان قد نحتها النحات “فيدياس”.
وقد بني معرض غاليري البارثينون في متحف الأكروبوليس في اليونان قبل أكثر من عقد من الزمان لتعرض المنحوتات فيه.
ويضم المعرض في المتحف المذكور بالإضافة إلى المنحوتات الرخامية الأصلية التي بقيت في اليونان، نسخا من الجبس عن تلك المنحوتات الرخامية الأصلية الأخرى التي يضمها حاليا المتحف البريطاني ومتاحف أجنبية أخرى.
سواح يزورون البارثينون في الأكروبوليس في أثينا

وذكرت صحيفة “Ta Nea” أن اجتماعات عقدت مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، للمرة الأولى في لندن عام 2021.
وأجرى أوزبورن محادثات تمهيدية مع ميتسوتاكيس حول مصير المنحوتات اليونانية في منزل السفير اليوناني في ماي فير، وقد اجتمع أيضا مع وزير الخارجية اليوناني. والتقى في وقت لاحق وزير الخارجية اليوناني ووزير الدولة اليوناني، بحسب الصحيفة.
وتفيد الصحيفة أن ميتسوتاكيس التقى أوزبورن مرة أخرى خلال الأسبوع الجاري، في فندق بيركلي في لندن.
وقال مصدر يوناني مطلع للصحيفة إن اتفاقية قد أنجزت تقريبا، لكن تبقى جزئيات مهمة قيد البحث، وإن الاتفاق حولها صعب لكنه ليس مستحيلا، وإن تقدما ملموسا قد أحرز.
وقال متحدث باسم المتحف البريطاني إن المتحف سبق أن طالب بشراكة تتعلق بمنحوتات البارثينون مع اليونان، وأضاف “نحن نسعى للتوصل إلى شراكة طويلة الأمد وإيحابية مع بلاد ومجتمعات حول العالم، وهذا يتضمن اليونان طبعا”.
وقال المتحف أيضا “نحن نتصرف بشكل قانوني ولن نفكك مجموعتنا العظيمة من المنحوتات ، فهي تحكي قصة فريدة من تاريخ البشرية”، وهو ما قد يشكل أهم العقبات في طريق التوصل إلى اتفاقية مع اليونان.
وكان متحف وحدائق هورنيمان في لندن قد وقع اتفاقية شراكة حول 72 قطعة من مقتنياته، وهي برونزيات بنين، مع نيجيريا حول ملكية القطع الأثرية. وكانت القوات البريطانية قد نهبت تلك القطع من مدينة بنين، التي كنت تقع فيما يعرف اليوم بنيجيريا، عام 1897.
وقال مدير المتحف نك ميريمان”نحن في المراحل النهائية لتوصل المتاحف إلى الاعتراف بحقبة التاريخ الاستعماري”.
وقد تمكنت جمعية “هورنيمان” من التصرف لكونها جمعية خيرية، وتحكمها قوانين تختلف عن تلك التي تحكم مؤسسات وطنية.
ويحظر القانون البريطاني على المتحف البريطاني التخلي عن أجزاء من مقتنياته، وبينها 900 قطعة من برونزيات بنين، بالإضاف إلى منحوتات البارثينون.
وقالت وزارة الثقافة والإعلام والرياضة إن “القانون يحظر على المتحف البريطاني نقل قطع من موجوداته إلا في ظروف استثنائية قليلة، ولا تفكر الحكومة بتغيير هذا القانون”.

وكانت هذه الجمعية قد أجرت استطلاعا شمل ألفي شخص خلال الصيف الماضي حول إعادة المنحوتات إلى اليونان، وكانت نتيجته أن 54 في المئة من الذين شملهم قالوا إنه يجب إعادة المنحوتات، بينما عارض ذلك 16 في المئة.
وكانت وجهة نظر المطالبين بإعادتها أنها تخص اليونان أصلا.
ويدير مشروع البارثينون حملة من أجل التوصل إلى حل يرضي الطرفين، وتفيد الأخبار الواردة عن المحادثات أن التوصل إلى حل بات قريبا.
ويريد المشروع التوصل إلى اتفاقية في صالح الطرفين، تتركز حول شراكة ثقافية بين البلدين.
ويفيد تقرير صحيفة “Te Nea” أن الشراكة في مركز المحادثات بين الطرفين، وأن الحديث يدور حول عودة المنحوتات إلى اليونان بينما يستضيف المتحف البريطاني كنوزا أثرية من اليونان لم تعرض في الخارج من قبل.
وتقول الصحيفة اليونانية إن المسؤولين البريطانيين قد اقترحوا أن تشترك لندن وأثينا في المنحوتات، كما بحثت إمكانية إعادة جزء منها إلى اليونان.
ومن غير المتوقع أن ترضى الحكومة اليونانية بأي حل لا يتضمن عودة المنحوتات بشكل دائم إلى اليونان.

الآثاري أو (TheArchaeologist.news) عبارة عن منصة رقمية غير ربحية على الإنترنت مخصصة لأخبار التراث، الثقافة، الفن والآثار. تهدف إلى جمع علماء الآثار حول العالم المهتمين بالتراث الثقافي والمواقع الأثرية في الشرق الأوسط. تهدف منصتنا لخلق روابط بين المبادرات المحلية والنشطاء الذين يعملون على حماية التراث الثقافي في المنطقة والأشخاص في المجالات ذات الصلة بعلم الآثار.

شاهد أيضاً

حطام سفينة عمرها 3000 عام تكشف عن شبكة تجارية معقدة

قبل أكثر من 2000 عام من غرق تيتانيك في شمال المحيط الأطلسي، تحطمت سفينة أخرى شهيرة في البحر الأبيض المتوسط ​​قبالة السواحل الشرقية من أولوبورون - في تركيا الحالية - تحمل أطنانًا من المعادن النادرة.