اكتشف علماء الآثار الفرنسيون الذين ينقبون في بلدة إيل روس بجزيرة كورسيكا في البحر الأبيض المتوسط أكثر من 40 مقبرة يعود تاريخها إلى منتصف الألفية الأولى بعد الميلاد.
وتم دفن بقايا الهياكل العظمية لهؤلاء الأفراد في مقبرة كورسيكا القديمة الواقعة خلف كنيسة أبرشية المدينة مباشرة.
تم إرسال موظفين من المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الأثرية الوقائية (INRAP) إلى القرية الصغيرة للبحث عن أدلة على النشاط البشري السابق، في المناطق التي ستصبح غير قابلة للوصول في المستقبل القريب.
وكانت الاكتشافات الأثرية السابقة في المنطقة المحيطة بقرية “إيل روس” قليلة لذا لم تكن التوقعات بشأن هذا المشروع الجديد عالية، لكن اكتشاف مقبرة كورسيكا يشير إلى أن هناك الكثير ما يمكن العثور عليه في قرية إيل روس وأكثر مما كان متخيلًا في أي وقت مضى.
مع استمرار أعمال التنقيب في المقابر الفردية، اكتشف علماء الآثار شيئًا رائعًا للغاية، فبدلاً من دفنها في توابيت، تم دفن غالبية الهياكل العظمية داخل نوع من الجِرار الخزفية الطويلة والقوية المعروفة باسم أمفورا.
تعمل هذه الجرار الصالحة للإبحار بشكل أساسي كحاويات للسلع الاستهلاكية السائلة والجافة، وتم استخدامها لتخزين المنتجات التى تم استيرادها إلى كورسيكا من قرطاج (تونس الحالية) بين القرنين الرابع والسابع الميلادي، وتم شراء النبيذ وزيت الزيتون والمحلول الملحى من قبل الكورسيكيين من التجار القرطاجيين بكميات كبيرة، مما يعنى أنه كان هناك الكثير من الأمفورات المتاحة لإعادة استخدامها كأماكن راحة نهائية للمتوفى.
المصدر: موقع ancient-origins