علماء آثار يكتشفون “مملكة ضائعة” في تركيا يعود تاريخها إلى ما بين عامي 900 و600 قبل الميلاد،. حيث أن الكتابة الهيروغليفية المحفورة على أحد حجارتها تشير إلى أن حكّام تلك الحضارة ربما غزوا المملكة التي كان على رأسها الحاكم الأسطوري المغرم بالذهب و هو الملك “مايداس”.
حدّد فريق المسح على الفور رمزاً هيروغليفياً خاصّاً يشير إلى أن الرسالة المنحوتة على الحجر كان مصدرها أحد الملوك
في بلاغ تقدم به مزارع محلي في أنقرة يفيد بأنه عثر على قطعة صخرية كبيرة أثناء أعمال جرف في حفرة تصريف مياه في أرضه القريبة من موقع الحفر الأثري.
ووصف الرجل للعلماء ذاك الحجر الكبير بأنه مغطّى بنقوش غريبة، الأمر الذي أثار اهتمام الباحثين على الفور. ووفق “جيمس أوزبورن”، الأستاذ المساعد في علم الآثار الأناضولية في “المعهد الشرقي” التابع لجامعة شيكاغو، “اندفعتُ أنا وزميلتي “ميشال ماسا” مباشرةً إلى هناك، وتمكّنا من أن نرى الحجر ناتئاً من تحت الماء، قفزنا نزولاً إلى داخل القناة بحيث غمرتنا المياه حتى الخصر”.
وأضاف، “بدا واضحاً على الفور أنه حجر قديم، وقد تعرّفنا إلى النص المكتوب عليه وهو باللغة اللوية التي كانت مستخدمة في العصرين البرونزي والحديدي في منطقة الأناضول”. وتعتبر اللغة اللوية أو اللوفية إحدى أقدم فروع اللغات الهندو أوروبية، وقد كُتبت بالرموز الهيروغليفية الأصلية في المنطقة التركية، وتُقرأ بالتناوب من اليمين إلى اليسار، ثمّ من اليسار إلى اليمين.
وحدّد فريق المسح على الفور رمزاً هيروغليفياً خاصّاً يشير إلى أن الرسالة المنحوتة على الحجر كان مصدرها أحد الملوك. وبعد ذلك، ساعد المزارع أعضاء الفريق على سحب “الصخرة الثقيلة بشكلٍ كبير” من خندق الريّ بواسطة آلةٍ جرّارة. وثم أُرسِلَتْ إلى متحف تركي محلّي عمل على تنظيفها وتصويرها وإعدادها للترجمة.
بعد ترجمة الرموز الهيروغليفية، كشف اللوح الحجري أن الملك كان يدعى هارتابو، وربما شكلت “تركمان كاراهويوك” مدينته. ويروي الحجر قصّة غزو الملك هارتابو مملكة “موسكا” القريبة المعروفة باسم “فريجيا” موطن الملك مايداس الشهير. وقد تُرجِم ما كُتِبَ على الحجر بكلمات نصها، “ألقت العاصفة التي قدّمتها الآلهة بالملوك المعارضين أمام جلالته”.
وأضاف الدكتور أوزبورن المتخصّص في بحوث طُرُق التعبير عن السلطة السياسية في مرحلة مدن العصر الحديدي، “لم تكن لدينا فكرة عن هذه المملكة. وفي لحظةٍ من الزمن، برزت أمامنا معلوماتٌ جديدة عميقة تتعلّق بالعصر الحديدي في منطقة الشرق الأوسط. إنه اكتشاف رائع ومحظوظ بشكلٍ لا يُصدّق”.
وأشار التحليل اللغوي الذي أجراه “المعهد الشرقي” إلى أن النقوش صًنِعَتْ في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد، وتتزامن مع المرحلة التي حكم فيه الملك مايداس تلك المنطقة.