كشفت أعمال التنقيب التي قام بها علماء آثار في بلدة “لاهويا” القديمة في أقليم الباسك بشمال أسبانيا على أدلة جديدة لمذبحة تعود إلى العصر الحديدي، حيث قام باحثون من جامعة أكسفورد وفريق من علماء الآثار من المملكة المتحدة وإسبانيا، بدراسة 13 هيكلاً عظمياً عثر عليها من الموقع، فى أول تحليل تفصيلى لهذه البقايا البشرية، وكان من بين القتلى رجال، ونساء، وأطفال، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة “CNN” الإخبارية.
أن التحليل الجديد لبقايا الهياكل العظمية البشرية من لاهويا “يذكرنا بقوة أن ماضى ما قبل التاريخ لم ينعم دائماً بالسلام
وصرحت ” تيريزا فرنانديز كريسبو” التي قادت البحث قائلة : ” هناك رفات يعود لرجل تعرض لإصابات متعددة فى الجبهة، مما يشير إلى أنه كان يواجه مهاجمه، وأضافت كريسبو أنه “تم قطع رأس هذا الشخص ولكن الجمجمة لم يتم العثور عليها”، مشيرةً إلى أنها ربما أخذت كغنيمة حرب”.
و في دراسة نشرت في صحيفة ” Antiquity” الدورية جاء فيها: عثر على رفات رجلٍ آخر طعن من الخلف، فيما عثر على رفات رجل وامرأة قطع ذراعيهما، ومع ذلك، قال الباحثون إنه لا يوجد دليل على عودة الناس إلى البلدة لدفن الموتى أو جمع متعلقاتهم.
و في بيان صحفي أوضح فيه باحثون أنه يمكن استنتاج هدف المهاجمين هو تدمير بلدة “لاهويا” بشكل شامل، مضيفين أن دافع الهجوم ربما كان موقع “لاهويا”، الذى كان يعد موقعاً استراتيجياً بين منطقة كانتابريان، المنطقة الواقعة على الساحل الأطلسى لإسبانيا، والبحر الأبيض المتوسط والهضبة الداخلية لإسبانيا بالإضافة إلى أن بلدة “لاهويا” هي الموقع الأيبيري الوحيد في العصر الحديدي الذي قد يرجع سبب تدميره إلى المجتمعات المحلية، مضيفين أن النتائج تظهر أن الحروب واسعة النطاق ربما كانت تحدث بالفعل في إسبانيا خلال العصر الحديدي.
وأضافت “فيرنانديز كريسبو” أن التحليل الجديد لبقايا الهياكل العظمية البشرية من لاهويا “يذكرنا بقوة أن ماضى ما قبل التاريخ لم ينعم دائماً بالسلام كما يُعتقد فى بعض الأحيان”.
الجدير بالذكر بلدة “لاهويا” اكتُشفت عام 1935 وتم التنقيب عنها لأول مرة في عام 1973، في هجوم عنيف بين عامي 350 و200 قبل الميلاد.