افتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق الأثريين في حلب بعد إعادة تأهيلهما

مع تزامن أنطلاق فعالية “ليالي المدينة” بمدينة حلب القديمة التي تنظمها محافظة حلب والأمانة السورية للتنمية احتفالاً بافتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق بعد إعادة تأهيلهما من الأضرار التي لحقت بهما جراء الإرهاب وذلك ضمن الخطة الوطنية لإعادة الحياة إلى أسواق مدينة حلب القديمة.

وتضمنت الفعالية توقيع اتفاقية ترميم سوق الحبال بين محافظة حلب ووزارة الثقافة الممثلة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية ومجلس مدينة حلب ومؤسسة الآغا خان للثقافة وتهدف الاتفاقية إلى إعادة إحياء الدور الاقتصادي والمجتمعي للسوق وتحديد آليات التعاون وترميم كامل القيمة المعمارية للسوق الذي يقع خلف الجامع الأموي على امتداد 65 متراً ويتضمن 57 محلاً تعرضت للدمار والخراب خلال الحرب وتتضمن مهن تجارة الحبال وصياغة الذهب والفضة والصابون الحلبي .

وفي كلمتها أوضحت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن حلب الشهباء كطائر العنقاء تنهض من تحت الرماد في كل مرة لترفض الموت وتستعيد حياتها وتنشر الأمل في كل مكان مؤكدة أننا يداً بيد سنعيد بناء الوطن .

ولفتت إلى أن هذه الاتفاقية بكل شركائها ومن عمل على بناء كل حجر ووضع كل لبنة في هذه الصروح البهية إنما يثبتون يوما بعد يوم أن سورية عصية على اللاحضارة وعلى الظلمة والسواد والقبح وقالت : مهما آلمنا وضعنا ومهما عانينا سننهض وسنثبت للعالم أننا جديرون بالحياة .

وفي تصريح لمراسل سانا تحدث شادي الالشي الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية عن إصرار الأمانة على إعادة تأهيل وترميم سوقي خان الحرير والسقطية وساحة الفستق رغم كل التحديات والخراب والدمار الموجود منوها بأهمية افتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق اللذين يشكلان أحد المداخل الأساسية للشارع المستقيم والأسواق في المدينة القديمة حيث تم إنجازهما بالتعاون مع المجتمع المحلي والمشاركة مع المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والفعاليات الاقتصادية والجهات الرسمية.

وأضاف: أن مشاركة الأمانة كمؤسسة تنموية يهمها الجانب اللامادي من خلال تكريس عودة  أصحاب المحلات التجارية إلى مهنهم القديمة وممارسة عاداتهم وتقاليدهم كما كانت قبل الحرب وستتم مواصلة العمل على ترميم باقي الأسواق كاستراتيجية يعمل عليها أبناء حلب لرسم نمط أولويات لاستعادة الأسواق لهويتها ونشاطها .

وأوضح الدكتور علي اسماعيل مدير مؤسسة الآغا خان للثقافة أن عمل المؤسسة يشكل جزءاً من عمل فريق متجانس لعدة جهات صاحبة العلاقة بإعادة الحياة لأسواق حلب حيث تم العمل بحماس ليعطي روحاً وأملاً تم تجسيده على أرض الواقع.

ولفت إلى أن مؤسسة الآغا خان للثقافة تواصل عملها لإعادة أحياء ما تخرب وإعطاء الأمل لأهالي المدينة القديمة ومساعدتهم للخروج من الأزمة وبعث الحياة من جديد في المدينة القديمة لافتاً إلى استمرار تأهيل المزيد من الأسواق ومنها سوقا الأحمدية والحبال ضمن منظومة عمل جماعي يساهم فيه الجميع .

بعد ذلك تم عرض فلم قصير يوضح مراحل عملية الترميم لأسواق حلب وأدوار جميع الجهات المشاركة .

ثم قامت وزيرة الثقافة يصحبها كل من المهندس حسين مخلوف وزير الإدارة المحلية والبيئة والمهندس محمد رامي مرتيني وزير السياحة والدكتور سهيل عبد اللطيف وزير الأشغال العامة والإسكان ومحافظ حلب وأحمد منصور أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي بجولة على عدد من المحلات التجارية في الأسواق المفتتحة واطلعوا على ما تحتويه من أصناف الألبسة والأقمشة والحلويات والمكسرات واللحوم وتحاوروا مع أصحاب هذه المحلات حول عودة العمل اليها كما اطلعوا على معرض الصور الضوئية لحلب القديمة وأسواقها الذي تم تنظيمه في خان البنادقة بسوق خان الحرير.

وتستمر فعالية ليالي المدينة حتى الأول من أيلول وتتضمن نشاطات فنية وتراثية وطربية ومعارض ومسابقات للأزياء التراثية.

المصدر: وكالة سانا للأنباء

الآثاري أو (TheArchaeologist.news) عبارة عن منصة رقمية غير ربحية على الإنترنت مخصصة لأخبار التراث، الثقافة، الفن والآثار. تهدف إلى جمع علماء الآثار حول العالم المهتمين بالتراث الثقافي والمواقع الأثرية في الشرق الأوسط. تهدف منصتنا لخلق روابط بين المبادرات المحلية والنشطاء الذين يعملون على حماية التراث الثقافي في المنطقة والأشخاص في المجالات ذات الصلة بعلم الآثار.

شاهد أيضاً

إكتشاف أثري قديم في شمال غرب تركيا يصور حرباً بين الإغريق والفرس

استطاع علماء الآثار في شمال غرب تركيا في داسكيليون القديمة أن يكتشفوا نقوشاً تصور حرباً بين الإغريق والفرس في القرن الخامس قبل الميلاد.